ترقية

الثلاثاء، 30 يونيو 2020

شراسة و عدوانية الحيوانات ، الأسباب و الأعراض .



الحيوانات الشرسة قد تكون شرسة أو عدوانية بطبعها و قد تكون هي نفسها الحيوانات التي نراها من حولنا كمورد يمكن الانتفاع به سواء كانت حيوانات يقتنيها الإنسان للترفيه كالخيل و القطط و الكلاب ، أو للإنتاج كالأبقار ، أو للمساعدة في العمل كالخيل أيضا .

و علي ما في هذه الحيوانات من ضعف ، إلا أنها ليست ثابتة المزاج و إنما تتفاعل مع كل المواقف التي تتعرض لها تبعا لطبيعة كل موقف ، فالأحياء ليست جامدة و ليست قالبا صلبا ، ومن بين هذه التلقبات أننا نري أحيانا الحيوانات في صورة لم نعهدها عليها من العدوانية و الشراسة .

و شراسة الحيوانات يمكن تقسيمها بصفة عامة حسب السبب إلي شراسة مستحثة و شراسة عفوية أو طبيعية ، و حسب ملازمتها للحيوان إلي شراسة مؤقتة و شراسة دائمة .

و الشراسة المؤقتة تكون طارئة و أظهرها الحيوان كردة فعل ، و الدائمة هي تلك التي تلازم الحيوان مثل التي يسببها الناس للكلب بوسائل معينة بهدف تشريس الكلب .

و يمكن إجمال أهم الأسباب العامة للشراسة فيما يلي :


- أول ما نفكر فيه إذا رأينا حيوانا عدوانيا هو مرض السعار نظرا لخطورته الشديدة علي صحة الإنسان و إن أمكن يجب مراجعة سجل التطعيمات الخاص بالحيوان و قد كتبنا موضوعا عن مرض السعار في الإنسان و ما يمثله الحيوان المصاب من خطر تجاه الإنسان و يمكن مطالعته من هنا .

- تكون ردة فعل من الحيوان تجاه حدث معين كحالة أن يضربه حيوان آخر .

- إستخدام وسائل تشريس للحيوان و منها أدوية معينة .

- زيادة نشاط الغدة الدرقية كما يحدث في القطط . 

- إنخفاض إفرازات الغدة الدرقية كما يحدث في الكلاب و قد توصل لهذا باحثون بعد دراسة مجموعة من الحالات ، علي أن هناك علماء آخرون يستبعدون هذه النتيجة و يرونها غير مقنعة طبقا لأبحاث أخري .

- وجود قصور حسي و يبرز هذا أكثر مع الحيوانات ذات الأعمار الكبيرة و هذه المشكلة تؤدي لأعراض مشابهة لمتلازمة القصور الإدراكي وهي :
- إضطراب حركة الحيوان .
- تغيرات سلوكية تجاه صاحب الحيوان .
- إضطرابات في اليقظة و النوم .
- دخول الحيوان للأماكن التي كان يمنعه عنها صاحب البيت .
- إضطراب في نشاط الحيوان زيادة أو نقصانا .

هذه أعراض للشراسة تتفق مع أعراض المتلازمة و يمكن إضافة الآتي لها :


- الحيوان الشرس أو العدواني له علامات في سلوكه مثل الميل إلي العض ، و المبالغة في النباح ، و نبرة صوت مميزة .

- بالإضافة إلي العلامات السلوكية توجد علامات جسدية يعرف من خلالها الحيوان الشرس ، و يمكن قراءة هذا الموضوع عن لغة الجسد و الذي يحتوي علي العلامات الجسدية لكل حالة مزاجية يمر بها الحيوان.

الدوخة الاساب والاعراض وطرق العلاج

الدوخة الاساب والاعراض وطرق العلاج

الدوخة اوالدوار تنطبق علي كثير من الحالات المرضية والاحاسيس , يمكن ان نقول انه الشعور بالدوخه مع فقد التوازن.

في بعض الاوقات يفسر الناس عدم وضوح الرؤية، او الصداع، الارتباك والاضطرابات اثناء المشي، على أنها اختلال وفقدان التوازن، على الرغم من أنه لا يوجد اختلال حقيقي وفعلي في التوازن في هذه الحالات.

نتناول في هذا الموضوع:
أسباب وعوامل خطر الدوخة
-
-



أسباب وعوامل خطر الدوخة

.. اختلال واضطراب في التوازن
.. اضطراب في تدفق الدم الي الدماغ
.. وغيرهامن الاوضاع

الاثنين، 29 يونيو 2020

إخلاص الكلاب و مساعدتها و خدمتها للإنسان .




هناك مصطلح يستخدم عند الحديث عن العلاقة بين الإنسان و الحيوان و هو كلاب الخدمة و يطلق علي أي كلب يقوم بمهمة لمصلحة الإنسان حين يعجز عن أداائه . و بصورة أوسع يمكن اعتبار الكلاب التي تم تدريبها بصورة فردية علي القيام بمهمة تخدم الإنسان كلاب خدمة أو كلاب مساعدة .

و من الأمثلة علي خدمة الكلاب للإنسان إرشاد الأعمي ، و تحذير الأصم ، و سحب كرسي القعيد ، و تحذير و حماية الإنسان الذي لديه تشنجات ، و تذكير الإنسان ليأخذ الدواء ، و تهدئة الأشخاص الذين لديهم إصابات أو استثارة بعد المشاجرات .

و كذلك تنبيه مرضي السكري إذا جاءتهم الأزمة  ، و مساعدة الأطفال الذين يعانون من التوحد .

و تري بعض المؤسسات المعنية بهذا الأمر أن الكلاب التي وظيفتها الوحيدة توفير أمور كالترفيه و التسلية لا تعتبر حيوانات مساعدة ، علي أن هذا لا ينفي دورها في هذه النقطة .

و كل مهمة تؤديها تلك الحيوانات هي نتاج مجهود عظيم ، و علم غزير، و صبر طويل ، ومع ذلك كله ينبغي أن تكون طريقة التفكير عند المدرب علي مستوي الموقف الذي يعايشه واضعا أمامه الصورة النهائية المنشودة .

و كل فائدة من الوظائف السابقة هي بحر يبحث عن غواص يسبح في أعماقه ليجد ما فيه من كنوز مجهولة ، و متي تم الوصول للمفتاح اتضح و بان كل شئ .
تري ما الذي تمتلكه هذه الحيوانات يجعلها تمارس هذه الوظائف و المهام ؟ و ماذا تفهم و ماذا لا تفهم من الأوامر الصادرة لها ؟  و تري ما نظرتها للإنسان الذي تخدمه ؟

أما عن موقف الإنسان الذي يمثل الطرف الآخر من العلاقة  فقد حكي واحد من الناس الذين كانوا يلجأون لخدمات الكلاب عن شعوره بعد موت كلبه ، لقد ساعده الكلب منذ أن كان عمره ثلاثة أعوام حتي سن الثامنة عشر من عمره و شبه فراقه بفراق الأم .

و كثيرا ما يضرب المثل بالكلاب في وفاتها و كثيرا أيضا ما ينظر إليها - و غيرها من الحيوانات - علي أنها معدومة الفائدة ، بينما الحقيقة أن الحيوانات لها دورها في حفظ التوازن البيئي و كذلك دورها في خدمة الإنسان و القيام بأدوار مهمة مرتبطة بحياته اليومية .

و الآن ، كيف كان رأيك ؟ و كيف أصبح الآن ؟

الحيوانات عالم له معالمه و هي تتشابه في خطوطها العريضة - علي الأقل - مع عالم الإنسان.

الأحد، 28 يونيو 2020

حمي الضنك في الإنسان ، مصادر العدوي وطرق انتقالها و الحيوانات التي تنقلها للإنسان و الأعراض و كيفية الوقاية .



مرض فيروسي مشترك ينتقل للإنسان من خلال أحد أنواع البعوض و يتميز بالحمي و النزيف . 
و الإنسان هو العائل الأساسي لحمي الضنك ؛ إذ أن الإنسان وقت إصابته بالحمي تنجذب له البعوضة لتتغذي علي دمه و هنا تأخذ الفيروس من دم الإنسان ليتكاثر فيها و يذهب للغدد اللعابية و بعد عشر أيام تصبح البعوضة قادرة علي إحداث العدوي .

علي أن ذلك ليس كل شئ ؛ فهناك دورة أخري للمرض تسمي " الدورة البرية " تحدث بين البعوض و القرود ، لكن ما دخل الإنسان في ذلك ؟
الإنسان هنا يصاب عشوائيا ، بمعني أن البعوض  ينقل العدوي بين القرود و في وسط هذا قد تلدغ البعوضة إنسانا فتنقل له المرض .

الحيوانات التي تنقل المرض للإنسان : 

القرود .

طرق انتقال العدوي للإنسان :

لدغة البعوض الذي يحوي الفيروس و هو نوع واحد فقط من البعوض و يسمي " Aedes Egypti " .

فترة الحضانة في الإنسان : 

من خمسة إلي ثمانية أيام .

صور أو أعراض حمي الضنك في الإنسان :


1 - الشكل الحاد :
-  حمي و قد تكون غير ثابتة أي تزداد و تنخفض .
- صداع ، و خوف من الضوء ، و ألم في المفاصل و العضلات ، و عادة ما يكون معه قئ و دوخة .
- مع بداية المرض بهذا الشكل الحاد يكون هناك تأثر خفيف للجلد ، لكنه يتحول بعد فترة ثلاثة أو أربعة أيام إلي طفح جلدي .
و معدل الوفيات بهذا الشكل من المرض منخفض جدا .

2 - حمي الضنك النزفية : و هذا الشكل من المرض خطير و مميت .
يبدأ هذا الشكل بأعراض الشكل الحاد ثم يتبع بالنزيف و قصور في الدورة الدموية - نتيجة لانخفاض حجم الدم - و انخفاض للضغط ثم صدمة و موت ،
و يحدث هذا الشكل بصورة أساسية مع الأطفال .

و من ناحية مواجهة المرض ،


فإنه ينبغي أن يعتمد بصورة أساسية علي منع انتشار البعوض و من ذلك :

- استخدام وسائل تميت البعوض ، وكذلك التخلص من يرقاته .
- إزالة الأماكن التي يعيش فيها البعوض و يلجأ إليها .
- أن نتجنب لدغة البعوض و نحذر أثناء تواجدنا في اماكن إنتشاره .
- و مما يستخدم لطرد أو قتل البعوض زراعة نباتات ذات رائحة طاردة و استخدام المبيدات - مع مراعاة محاذيرها - تجاه الإنسان و البيئة .

والمرض ليس له تطعيم ، و إذا تغلب المصاب عليه فإنه يكتسب مناعة ضد مرض أخر و هو الحمي الصفراء .

الجمعة، 26 يونيو 2020

مرحلة المراهقة في الحيوانات .





نريد دائما أن نلفت الانتباه الي أوجه التشابه بين الإنسان و الحيوان و الموجودة كخطوط عريضة ، و هذا التشابه بينهما قد يبدو واضحا للعيان عبر كثير من الصفات الظاهرية لكن قلما يعرف عنه شئ عبر الصفات الداخلية للحيوان و من ذلك المراهقة .
و نكرر هذا الآن لأن موضوعنا هذه المرة ليس فقط بخصوص المراهقة كصفة تغيب عن أعين الناس ،  بل لأننا إذا تحدثنا عنها نكون قد جئنا بشئ يلامس القلوب و العقول ، و يسيل في الجسد كالماء في قبضة اليد لا تعرف له مسكا ، و يختلط بالمشاعر كاختلاط الحبر في الماء لا تعرف له وقفا ، و ينغرس في النفس كالبذرة في الأرض .


و سنعرض هنا لمجموعة من صفات المراهق متبوعة بما يقابلها في بابها عند الحيوان ؛ لعلنا نربط بين الطرفين مما يسهل استنباط الإفادة :

1- مرحلة المراهقة في الإنسان تبدأ من البلوغ وتنتهي بالوصول للنضج الاجتماعي و الجسمي و العقلي ،

 و في الحيوان تبدأ بالبلوغ و تنتهي بالوصول للنضج الاجتماعي ( بالطبع الحيوان له مجتمعه أيضا ) و يمكنك من هنا 
معرفة المزيد بخصوص هذا الأمر .

2 - تختلف طبيعتها في الإنسان تبعا لعدة عوامل منها ظروف البيئة التي ينشا فيها الإنسان ، فالعمران مثلا يختلف عن البادية غير أن هذا الاختلاف لا يخل من السمات العامة لمرحلة المراهقة ،

و في الحيوان أيضا تختلف طبيعة المراهقة فهي ليست قوالب جامدة و تمتلك من الحركة ما يضمن المحافظة علي روحها و لو أخذنا فصيلة من الحيوانات محلا للبحث سنجد أن اختلاف السلالات داخل الفصيلة الواحدة و غير ذلك من العوامل له بصمته الواضحة علي تلك الفترة المهمة .

3 - تطول فترة المراهقة عند مراهقين دون غيرهم و يرجع ذلك لاختلاف البيئة و قد تسبب بعض الأمراض أن يستمر العقل طفوليا فيباعد ذلك بين الإنسان و إتمام مرحلة المراهقة ،

و في الكلاب توجد سلالات معينة لا تصل مرحلة النضج الاجتماعي و بذلك اشتركت مع الإنسان في القابلية لإستمرار المراهقة .

4 - يسعي المراهق إلي الاستقلالية عن أسرته و يبدأ يشعر بذاته و كيانه ،

و نري ذلك في الحيوانات واضحا جليا و ليس ثمة دليل علي ذلك أكثر من سعي القط لمفارقة قطيعه في مرحلة المراهقة .

5 - طالما بدأت مرحلة المراهقة فإن صبغة الطفولة تبدأ في الأفول لحساب النضوج الجسدي و الاجتماعي ،

و قد لاحظ الباحثون و أصحاب الحيوانات أن سلوكها التي كانت تمارسه في الصغر يقل مع دخولها مرحلة المراهقة و تقدمها فيها .

6 - الحاجة إلي المتابعة من قبل الوالدين للتعرف علي احتياجاته و تلبيتها خاصة أن هذه الفترة تتميز بالاضطراب ،

و الحيوان أيضا يحتاج أن يوضع  تحت الملاحظة حتي نجنبه السلوك السئ .

7 - لا بد للمراهق أن يستهلك طاقته الداخلية و أن تتاح أمامه الوسائل التي تستوعبها و منها الرياضة البدنية ،

و التدريبات كذلك تجعل فترة المراهقة ممتعة للحيوان ؛ لأنها تقلل تأثير الاضطرابات الحاصلة .

8 - في مرحلة المراهقة يميل المراهق إلي التفاعل مع الواقع و الاعتراض علي ما لا يعجبه ،

و  نباح الكلاب كثيرا علي الغرباء يعد من صور الاعتراض.

و قضاء الحيوانات فترة مراهقتها خارج بيئتها الطبيعية المتمثلة في الحقول أو الأدغال أو غير ذلك - لاقتنائها كحيوانات أليفة أو حيوانات إنتاج - يعد مما يؤثر فيها سلبا .

الاثنين، 22 يونيو 2020

مرض السعار أو داء الكلب في الإنسان ، مصادر العدوي و طرق انتقالها و الحيوانات التي تنقلها للإنسان و أعراضه .




السعار مرض فيروسي مشترك و هو مميت للغاية و يصيب كل ذوات الدم الحار خاصة آكلات اللحوم و يتميز بأعراض عصبية .

الحيوانات التي تنقل المرض للإنسان :

- كل الحيوانات سواء كانت برية أو أليفة ، و من ذلك الكلاب و القطط و الذئاب و ابن آوي و غير ذلك من الحيوانات التي تمارس العض .
- خفافيش الكهوف و الخفافيش الماصة للدم و لا تظهر عليها أعراض و تصيب الإنسان أثناء لدغه للحصول علي دمه .


مصادر العدوي للإنسان :

- المصدر المباشر للعدوي هو لعاب الحيوان المصاب و ينبغي أن ندرك أن اللعاب قد يحتوي علي الفيروس في آخر  خمسة أو ستة أيام من قترة الحضانة علي الرغم من كون الحيوان يبدو طبيعيا في هذه المدة  ، كما أنه ليس كل تعرض للعاب يؤدي إلي عدوي ؛ إذ أن الفيروس يفرز في اللعاب بصورة متقطعة ، علي أنه ينبغي التعامل علي أساس أسوأ الإحتمالات ؛ لأن هذا المرض لو ظهرت لها أعراض فإنه لا يكون معها إلا الموت المحقق و لا يجدي العلاج نفعا .
- لبن الحيوان المصاب : و نادرا ما يسبب عدوي .


طرق انتقال العدوي للإنسان : 

1 - العض : حيث يكون الفيروس في لعاب الحيوان المصاب ، و مع العض ينتقل الفيروس للجرح و منه للجهاز العصبي . و الإنسان يمكن أن يناله العض من حيوان أو إنسان مثله .

2 - اللحس : إذا تعرض الجلد غير السليم ( مجرد حك الجلد بشئ صلب مثلا يكفي ليقال عنه أنه غير سليم ) أو الأغشية المخاطية للحس من قبل حيوان مصاب يستطيع الفيروس أن ينفذ للجسم .
و اي طريقة أخري غير اللحس تجعل اللعاب في تلامس مع الجلد يمكنها أن تنقل العدوي للإنسان .

3 - عبر الهواء : و مصدر العدوي هنا تكون إفرازات الخفافيش التي تسكن الكهوف ممثلة في البول و اللعاب ، و قد حدث في الولايات المتحدة تسرب للهواء المحمل بالفيروس إلي المناطق السكنية بعد أن تم تدمير الكهوف .
4 - الحقن أو التطعيم : و يحدث نتيجة خلل في صناعة التطعيم أدي إلي عدم قتل الفيروس بصورة كاملة فإذا تم إستخدامه  حدثت العدوي .

5 - البلع : و يشترط لحدوث العدوي عبر هذه الطريقة وجود قرحة في القناة الهضمية و أيضا شرب لبن الحيوان المصابة دون معاملته حراريا . 
و هذه الطريقة من طرق العدوي غير شائعة .

و انتقال العدوي من إنسان لإنسان نادر جدا ؛ لأن المريض يكون  تحت ملاحظة شديدة، و جدير بالذكر أن لعاب المريض ، و دموعه ، و غير ذلك من إفرازات الجسم تحتوي علي الفيروس في الأسبوع الأول من المرض .


فترة الحضانة :

و فترة الحضاتة في هذا المرض تختلف في مدتها إختلافا واسعا لا يوجد في غيره من الأمراض ؛ إذ تكون من  خمسة أيام إلي سنة ، و عادة ما  تتراوح بين أسبوعين إلي ثمانية .
و يرجع هذا الإختلاف لعدة عوامل و هي:

- مكان الجرح بالنسبة للمخ : فإذا كان الجرح الذي دخل منه الفيروس للجسم قريبا للمخ (اليد مثلا ) كانت فترة الحضانة أقصر فيما لو كان الجرح بعيدا عن المخ (الأرجل مثلا ) .
- كمية اللعاب التي اختلطت بالجرح ( و مثلها الجرعة التي تم حقنها للتطعيم ) .
- ضراو الفيروس .
- التغذية العصبية لمكان الجرح : فكلما كان المكان غنيا بالأعصاب كلما كانت فترة الحضانة أقصر .


الأعراض في الإنسان :

- صداع و ارتفاع بسيط في درجة الحرارة .
- توخز في مكان العض و قئ .
- ألم أثناء محاولة البلع .
- يتجنب البلع بسبب الألم ما يؤدي إلي تراكم اللعاب في الفم ثم خروجه منه .
-  خوف من الماء ، و خوف من الهواء .
- حساسية من الضوء و الصوت .
- رعشة في الرأس و قد تؤثر الرعشة علي عضلات أخري حتي تصل كل الجسم .
- خلل و صعوبة في عملية التنفس .
- كلما حاول الشرب تحدث رعشة للأزرع و الجسم بفعل رعشة عضلات التنفس .


و يمكن للإنسان أن يتخذ بعض الإجراءات السريعة إن تعرض للعض إلي حين الذهاب للطبيب و هو ما لا مفر منه .

من الممكن تنظيف الجرح بالماء و الصابون بحيث يكون تدفق الماء إلي الجرح قويا ، ثم استخدام صبغة يود .


الاثنين، 15 يونيو 2020

لماذا تبدو حيوانات الشارع أفضل حالا من غيرها ؟




مما يتردد علي ألسنة الكثير من مقتني الحيوانات أن هذه الحيوانات إذا قورنت بغيرها الذين يعيشون في الشوارع فإن الكفة تميل لصالح الذين يعيشون في االشوارع ؛ فهي تتمتع بصحة جيدة بالرغم من عدم تلقيها اهتماما يساعدها علي أمورها ما يصيب هؤلاء الناس بالدهشة و التعجب فكيف لحيوانات تعيش عرضة لتقلبات الجو ، و مصادر العدوي أن تتفوق علي غيرها الذين لا يتعرضون لمثل هذه الأمور فضلا عما يلاقونه من رعاية يجدر بها أن تجعل المقارنة لصالحهم ، لكن هذه حسبة قصيرة النظر تغافلت عن عدة امور منها :
- حيوانات الشارع تعيش في بيئتها الطبيعية التي تتناسب و تكوين هذه الكائنات ، فالشارع أو الغابة أو الحقل هو- و هو فقط - البيئة المناسبة و المثالية لحياة تلك الكائنات . 
- حيوانات الشارع تعيش في صورة مجموعات و المجموعة لكل واحد تمثل مجتمعه وهو ما يناسب تركيب هذه الحيوانات.
- و كونها تعيش في بيئتها المناسبة لها بصحبة حيوانات أخري ليكونوا مجتمعا ، فإن كل شئ ينضبط مع ذلك تلقائيا ، و يأخذ مكانه المناسب ، و تبدأ إمكانات الحيوان في ممارسة دورها و تخرج عصارتها ، و يتحقق الانسجام الداخلي للواحد و أيضا انسجام الحيوانات فيما بينها .

علي أن ما لاحظه أصحاب الحيوانات ما هو إلا غيض من فيض و ما هو إلا نموذج ينبغي ان يسوقنا إلي قاعدة عامة مفادها أن الخروج عن سياق الطبيعة لا تحتمل تأثيراته .
و الإنسان لو تأمل فيما حوله من جوانب الحياة ، وجد الكثير و الكثير علي هذا المنوال ، و لقد كان يشيع في بريطانيا استخدام مخلفات المجازر لصناعة أعلاف تقدم للأبقار ما أدي إلي ظهور مرض " جنون البقر " إذ أن الأبقار هي آكلات عشب لا ينسجم هذا مع طبيعتها ، و اضطرت بريطانيا إلي التخلص من كل الأبقار في البلد . 
و في نفس السياق يمكن تفسير أفضلية حيوانات الرعي عن الحيوانات الحبيسة ، فالأولي تسير و تتحرك و تلبي رغبتها و هل هي أصلا إلا " ماشية " ! ، و علي ذلك تكون الحيوانات الحبيسة قد حبست عن حياتها لا عن مرعاها فقط و ليس أدل علي ذلك مما يحدث مع الجزارين أثناء إخراج حيواناتهم من حظائرها قبيل ذبحها ، إذ تهيج و تضطرب و تهيم علي وجهها مصيبة من يقف أمامها حتي تكاد تصلح مع هذا للمشاركة في مصارعة الثيران و ما يحدث لها هذا الاختلال و الاختلاف و الاختلاط إلا لما منعها صاحبها عن الحياة التي خصصت لها .
و لو قلبنا في كتب الطب لوجدنا كم من أمراض تنشأ نتيجة خلل في نظام تسكين الحيوانات ، أو في بنية المنشآت التي تعيش فيها الحيوانات ، أو في نظام التغذية ، أو غير ذلك مما يعد دخيلا علي تكوينة الحيوان ، و غريبا علي طبيعته التي لا يمكن ان تنسجم مع ما يضعه الانسان أمامها من عراقيل . و بمعني آخر فالحيوان في بيئته الطبيعية الأصلية يستطيع أن يتأقلم مع كل شئ فهو يستطيع أن يتغلب علي ظروف المناخ الموجودة في بيئته هذه ، و يستطيع أن يجد فيها ما يسد جوعه كيفا و كما ، و يستطيع أن يلبي شهوته ، و هلم جرا. وكل هذا لا يتوفر له من قبل الإنسان و إن رأي خلاف ذلك فباطن الشئ ليس كظاهره.

و إذا انتقلنا لعالم الإنسان وجدنا نفس الشئ و سنضرب هنا مثلا يلاحظه العديد من الأسر التي تسأل لماذا طفل الريف أحسن حالا من طفل المدينة ؟ تري ما السر في ذلك ؟
طفل الريف سهل عليه أن يجد مكانا يلعب فيه فضلا عن كونه واسعا و فضلا عما يوفره له اللعب من تعارف علي أطفال آخرين فيجد صحبة يأنس بها ، و يتعرض للهواء النقي ، و يتعرض لآشعة الشمس ، و تعتاد عيناه رؤية الأماكن الريفية الجميلة فيستفيد بذلك كله في بناء الجسم ، و يتحسن به عقله إلي غير ذلك من فوائد ، و علي العكس يكون الكثير من أطفال المدينة ، فالطفل فيها لا يلعب في أي مكان ؛ فبعض الأماكن قد تمثل خطورة علي حياته كأماكن حركة السيارات و أخري لا تصلح فيها ألعاب بسبب كثرة حركة الناس فيها و غير ذلك مما يصعب معه لعب الأطفال ، و طفل المدينة قلما يختلط بأطفال إلا في حدود ضيقة كأن يقابلهم في المدرسة أو إذا صادف وجوده وجودهم في ناد رياضي ، و لا يتعرض طفل المدينة للهواء أو الشمس إلا بقدر ما تسمح حركة حياته التي تستدعي خروجه و تواجده خارج المنزل ، و هذا بالطبع يخص الأطفال دون غيرهم و باقي الفئات العمرية تختلف ظروفها المرتبطة بهذا الشأن مع اختلاف أعمارهم .

و خلاصة القول أن كل خلل أو انحراف يمكن أن يعزي إلي أنه لما انحرف انحرف عن الإطار الذي وضع له و صار في موضع آخر لم يكن ليسير فيه ، بينما الالتزام بالمسارات الطبيعية التي تليق بما وضعت له يختفي معه أي خلل و يتحقق الاتزان دون إزعاج من ظواهر محيرة أرهقت عقول من ظهرت لهم أو تصدوا لها .

الأحد، 17 مايو 2020

العلاقة بين الأم و صغارها الجدد : الكلاب نموجا .




يعتبر تمام عملية الولادة بداية لعلاقة أطرافها الأم و صغارها ، و تشتمل هذه العلاقة علي ثلاثة محاور وهي : 
- سلوك الاهتمام من قبل الأم تجاه صغارها .
- سلوك طلب الاهتمام من قبل الصغار .
- أنشطة الصغار و أصواتهم.

أما في السلوك الأول فتتحرك الأم بدافع من عاطفة الأمومة الغريزية لديها لتمارس التزاماتها نحو صغارها و تبدأ بلعق أجسادهم ما يوفر لهم ثلاث مزايا أو قل ثلاث ضرورات وهي إعطاء الحيوان رائحة مميزة لجسده تكون موجودة في لعاب الأم ما يمكنها من التعرف علي صغارها ، هذه فائدة ، أما الثانية أن اللعق يوجه الصغار لأماكنهم ؛ إذ أن أداء هذه المهمة بواسطة الأم مباشرة - أي أن تحملهم الأم لأماكنهم - نادر حدوثه من الكلاب ، و أما الاخيرة فتحفيز الصغار للأكل ، و التبول ، و التبرز .
و بمناسبة اللعق فلقد كان شائعا في بعض المجتمعات أن تقوم الأم بملامسة بشرة المولود بلبن من صدرها و كان من أهداف ممارسة ذلك الطقس تهذيب شعر الوجه ، و تقليل كثافته بالنسبة للأنثي ، و ربما ما زالت هذه العادة موجودة.

و أما عن سلوك طلب الاهتمام من قبل الصغار فيسلكونه ليسترعوا انتباه الأم و لهم في ذلك وسائل و أساليب متعددة منها إصدار الصوت ، و الاقتراب من الأم و كأنهم يقولون " نحن هنا " .

و تمارس الأم بعد الولادة عدة أنشطة تخص صغارها فيضاف إلي ما ذكر سابقا أنها تسعي للتخلص من المشيمة عبر تمزيقها و أكلها ، و تقوم بقطع الحبل السري الواصل بينها و بين صغيرها ، و تزيل السوائل العالقة في رأسه و أنفه ، ثم هي لا تنسي أن تنظف نفسها أيضا . و هي تفعل كل ذلك مع ما مات  منهم أيضا إلا أن برودة أجسادهم بعد موتهم تخبرها عن موتهم فتشرع حينئذ في التخلص منهم.

ثم إلي المحور الثالث و هو بخصوص نشاط الصغار و أصواتهم ، إذ نجد أن أنشطتهم و حركتهم تكون محدودة فنطاقها بعض البوصات  فقط ، و نادرا ما يتحركون بواسطة الأم .  و يمكنهم تحريك الرأس من جهة لأخري .
و حركتهم تتأثر بالحرارة فهم ينجذبون لمصادر الحرارة و يبتعدون عن مصادر البرودة و لهم في ذلك أنوفهم يستشعرون بها الحرارة.
و عندما تلعق أمهاتهم أجسادهم فإن حركتهم تكون في عكس اتجاه الشعر و في عكس اتجاه الضغط الناتج عن احتكاك اللسان بالجسم .
و أما عن الأصوات فنجد أنه بمقدورهم إصدارها بعد الولادة بفترة من دقيقة الي أربع دقائق . و الصوت كالحركة في تأثرها بالحرارة ، فعندما يكون الصغار في حالة دفئ يقل الأنين بل هو مثل الحركة في تأثرها بالأم فنري أن الأنين يقل  أثناء رعاية الأم لهم ، علي أنه في بعض الأحيان تكون الأم هي سبب المشكلة كأن تكون جالسة فوق أحدهم فتصدر عنه صرخات تتجاهلها الأم و لا تستجيب لها ، فما يغير من  ذلك إلا أن تراه أمه أو تشعر به من تحتها .
كما أنها لا تشعر بأنينهم إذا كانوا خارج نطاق رؤيتها .

ولعل  مما يستفاد من هذا الأمر أن الغرائز الداخلية سواء كانت في الإنسان أو الحيوان تكون هي المحرك لما يخرج عنهما من تصرفات و سلوكيات ، و لعل هذه الغرائز تكون كفيلة بإحداث التوازن و تيسير الأحداث ، فالأم بغريزتها تسد احتياج أبنائها ، و الأبناء بدورهم يستدعون الأم للقيام بمهامها منطلقين إلي ذلك من غريزتهم ، و الغريزة الداخلية هي التي تدفع الكائن إلي طلب المساعدة أو التعبير عن احتياجه لها ثم هي التي تدفع الأم للاستجابة ، فالغريزة قادرة علي بناء منظومة و الأهم أن كل هذا يحدث طواعية لا كراهية ما يضمن الاستمرارية  .

السبت، 16 مايو 2020

لغة الوجوه بين الإنسان و الحيوان .




يوجد في الكثير من كتب علم النفس للإنسان عنوان خاص تحت إسم " لغة الوجوه " ، و لا  يقتصر الأمر علي الإنسان فقط ؛ إذ أن تعبيرات الوجه عند الحيوانات تشكل أيضا ما يعرف ب "لغة الوجوه" ، و هي انعكاس للحالة المزاجية للحيوان و تأثره بالوسط المحيط و تفاعلاته معه . 

و لو أخذنا القطط نموذجا للإطلالة علي لغة الوجوه في الحيوانات فإننا نقسمها إلي أربعة أقسام هي ما يتعلق بالرأس ، و العينين ، و الأذنين ، و الفم أو الشارب فهؤلاء يكونون معا لغة الوجوه كإحدي حلقات لغة الجسد و إننا نهدف من مناقشة هذا الموضوع أن نزيل اللبس الحاصل عند كثير من الناس تجاه الحيوانات فهم يمتلكون صورة ذهنية خاطئة جدا حول الحيوان ، و أن نبدله بالواقع الحقيقي في البيئة الحيوانية .

و لغة الوجوه مرآة تعكس حالة الحيوان تماما كما الحال في الإنسان ؛ فتعبيرات الوجه كاشفة لما مخبأ في القلب و تحت اللسان ؛ فما يحاول الإنسان أن يمنع خروجه عبر الكلمات ينفلت إلي الوجه ، و يصبح كل غامض واضحا من حزن و فرح ، و دهشة و استغراب ، و حب و كره . 
و من هنا كانت جديرة لدي الناس أن تستخدم لفهم بعضهم البعض و كذلك توقع ردة فعلهم بما يبدو عليهم بعد سماع خبر أو رؤية حدث . و هي مما لا يمكن لأحد ان يخفيه أو يتحكم به و إلا صارت مغلفة بالتكلف و الاصطناع ، و في شبه ذلك قالوا قديما عن الكلام  " لا يمكن استرجاع بوادره و لا يقدر علي رد شوارده " ، و لئن قيلت في الكلام إلا أنها تصلح أيضا في هذا المحل ثم أنه ليس من المبالغة أن نعتبر لغة الوجوه كلاما في عالم الذين لا ينطقون .
و كثيرا ما تكون تعبيرات الوجه أداة للتقريب و لا يحتاج معها لإشارة أو كلام ؛ فبمجرد النظر إلي وجه الشخص الذي تجلس معه تستطيع أن تفهم الجو العام لحالته و حينها تعرف ما ينبغي أن تفعله أو ألا تفعله في جلستك و حوارك معه و أيضا لاحقا ، و هي بذلك توفر علي الناس الوقت و الجهد الذي لولاها لبذلوه في التوقعات و التخمينات و أرهقوا بها عقولهم ، لكنها تقتصر عليهم الطريق و تقتصد لهم التكاليف ، و لا يقصد من ذلك ما توفره من جهد لفهم الآخرين بل إنها تكون دليلا في مواضع كثيرة يكشف خبث الناس و ما يتبعه من تكاليف و قد تكون أيضا فاتحة بينك و بينهم ؛ فصارت بذلك مجلبا للخير .

فكذا الحال عند القطط ، و لعلها تكون ذا قيمة أكبرفي الحيوانات التي جعلت بكماء ، و سنتناول الاقسام الاربع للغة الوجه عند القطط .

- الرأس : 

- و وضعية الرأس لها دلالتها من سعي للتواصل ، و توظف لها بقية أجزاء الجسم لإيصال رسالة ما أو يكون ذلك تأثرا من بقية الجسم كانفعال لحظي .
و يمكن إجمال وضعيات الرأس المختلفة في الآتي :
- للأمام .
- مرفوعة لأعلي .
- الرأس في الوسط .
- مائلة للجانب .
- للخلف و لأسفل .
و كل ذلك يكون مصحوبا بعلامات أخري .
و الذي يحدد أي هذه الوضعيات تظهرهي الحالة التي تمر بها القطة و هي بالطبع حالات متنوعة تشمل حالات الحذر و العدوانية  و الدفاع عن النفس و الخوف ، و حالات قلة الاهتمام و عدم العدوانية و الراحة ، و حالة  تجنب التحدي ، و حالات الخوف و العدوانية تجاه أحد ، و حالات السعي للتفاعل مع حيوان آخر أو حتي إنسان أو سعيا لاكتساب معلومة عن أشخاص أو حيوانات مستعينة في ذلك بحاستي الشم و البصر .
و قد تتشابه أكثر من حالة في وضعية الرأس علي أنهم يتمايزون في باقي تعبيرات لغة الوجه و لغة الجسد .

- العين :

و هي القسم الثاني و قد تكون نصف متوحة ، و قد يطال بها النظر الي شئ ما ، و قد  يصرف النظر عن شئ ، وقد تضيق العينان. وكل واحدة من تلك الحالات لها دلالتها ؛ فقد تدل اليعن علي الراحة ، أو التهديد ، أو اللعب ، أو الاستثارة ، أو اليقظة و الحذر ، أو الخوف ، أو العدوان الدفاعي ، أو الاطمئنان ، أو العدوان الهجومي .

- الأذن :

و بها مجموعة كبيرة من العضلات التي من خلالها يتم تحريك الأذن ، و بإمكان القطة تحريك أذنيها علي نطاق واسع ، و تستطيع أن تجعلها لأعلي و لأسفل ، و يمكن تحريكها بمقدار 180 درجة .
و فضلا عن دورها الذي يشبه أجهزة الاستشعار - فهي تستخدم لتحديد مكان الفرائس الصغيرة - نجد الأذن واحدة مما يستخدم للتواصل .
و لها مواضع مختلفة كأن تكون للأمام ناحية الاطراف قليلا ، و قد تكون للخلف أو الجانب ، و أحيانا أخري تتراوح بين الميل للخلف و الوضع المنبسط المنخفض .
و إن كان اختلاف وضع الأذن يرجع لاختلاف الظرف ، إلا أنه ليس بالضرورة أن تكون كلتا الأذنين علي نفس الحال .

- الشارب و الفم :

حتي هذه الشعرات لم يفت ذكرها ؛ فهي الأخري لها حيز و مشاركة و كأنه من إتمام الشئ أن يضم الحقير ؛ حتي إذا فار و أعجز كانت حقارته إضافة لإعجازه و لا تكون إلا شاهدا علي قوة الإعجاز الذي تجاوزها.
و الشارب إما مائلا لأحد الاطراف أو للأمام أو مثار أو للخلف تجاه الخدين ، و الفم قد يفتح وقد يؤدي عملية التثاؤب .

و لغة الوجوه  أشبه بالسر أو اللغز ؛ فتأخذ منه غموضه الذي لا ينفك إلا بقراءة كامل التفاصيل ، و كامل التفاصيل بالنسبة للغة الوجوه هي باقي لغة الجسد ، و تأخذ منه أيضا المتعة التي يجدها الإنسان أثناء حل اللغز ، و الاندهاش الذي يناله بعد كشف الستار .

الخميس، 14 مايو 2020

الحمي الصفراء في الإنسان ، مصادر العدوي و طرق انتقالها و أعراضها و الحيوانات التي تنقلها للإنسان .



الحمي الصفراء مرض " فيروسي " من الأمراض المشتركة ينتقل من القرود ( تحديدا قرود الغابات ) للإنسان بواسطة البعوض و يتميز بالحمي و الصفراء و من هنا جاء إسمه و يسمي أيضا " مرض القئ الأسود "  نظرا لما يحدثه من قئ مدمم أسود لونه.


الحيوانات التي تنقل المرض للإنسان :

- قرود الغابات ؛ إذ أن المرض مستوطن في سلالات معينة من هذه القرود بأجزاء من أفريقيا و أمريكا الجنوبية .


عوامل تؤثر في القابلية للإصابة :

- يصيب المرض كل الأعمار ، لكن الأطفال تحت ستة أشهر لا يصابون إلا نادرا ؛ نظرا لامتلاكهم مناعة أمية في هذه الفترة .
- أصحاب السلالة الزنجية تكون إصاباتهم أقل حدة .

مصادر العدوي للانسان :

- تنتقل العدوي للإنسان عبر أنثي البعوض ( فالذكر لا يلدغ لأنه لا يحتاج الدم كغذاء و يتغذي علي رحيق النباتات ) التي تعمل كمصدر وسيط للعدوي ، علي أن البعو ض الذي ينقل العدوي بهذا المرض ليس كل البعوض ؛ اذ هو نوع واحد فقط و هو النوع  Aedes .
و في أفريقيا يمكن نقل المرض عبر ثلاث سلالات من هذا النوع و هي مختلفة عن السلالتين الناقلتين للمرض في أميركا الجنوبية .

طرق انتقال العدوي للإنسان :

- من خلال لدغة البعوض التي أخذت " الفيروس " ليقضي فيها فترة حضانة قدرها من أربعة إلي اثني عشر يوما و تصبح البعوضة حاملا للفيروس طيلة عمرها.
- ينتقل المرض عبر التلامس المباشر مع المواد الملوثة بال " فيروس " و يمكنه اختراق الجلد السليم .
- يمكن انتقال العدوي في المعامل لمن يتعاملون مع أشياء تخص الفيروس لكنه نادر الحدوث .

و يوجد ثلاثة أنواع  لدورات انتقال المرض :

- الأولي هي تلك التي تحدث بالغابات و فيها ينتقل المرض بصورة أساسية بين القرود ، أما إصابة الإنسان هنا فهي عارضة غير أساسية تخص أولئك العاملين في هذه الأماكن مثل قاطعي الأخشاب ، و عمال الطرق و قد تحدث أيضا عندما تعبر القرود للمناطق المجاورة للغابات .
- و الثانية هي الدورة الريفية و فيها تنتقل العدوي من القرد للإنسان بواسطة البعوض ، و يعتبر الإنسان هو نقطة البداية للدورة الثالثة  .
- و الدورة الثالثة هي دورة المرض في المدن و فيها تنتقل العدوي من إنسان لإنسان .

المرض و العوامل البيئية :

- المناخ : يحتاج الفيروس أربع و عشرين درجة حرارة أو أكثر للتكاثر داخل البعوض ، لكن بشرط أن يلازمه مستوي معين من الرطوبة النسبية و هو ستون بالمئة حتي يمكنه أن يعيش مدة كافية لنقل المرض .
- البعوض : النوع الذي ذكرناه يتزاوج  في أماكن تواجد المياه القريبة لأماكن تواجد الانسان . و العبوات الفارغة ، و الزهريات ، و فتحات الأشجار المحتوية علي ماء هي بعض مما يفضله .

الأعراض في الإنسان :

تتراوح فترة الحضانة في الانسان بين ثلاثة إلي ستة أيام لتبدأ بعدها الأعراض في الظهور .
و صورة المرض في الإنسان قد تكون بلا أعراض ، أو تظهر معها أعراض ،
و في حالة ظهور الأعراض يكون للمرض في صورته المثالية ثلاث مراحل ، و ليس بالضرورة أن يمر بالمراحل الثلاثة .

المرحلة الأولي تستمر لثلاثة أو أربعة أيام و تختفي الأعراض بعد ذلك عند كثير من المرضي ، و أعراضها تشمل :
- حمي ، و رعشة ، و صداع.
- آلام في الظهر و العضلات ، و قئ.
و هذه أعراض عامة.

و المرحلة الثانية تكون للمعظم مرحلة تعافي تستمر يومين .

أما الثالثة فهي الأخطر و أعراضها تشمل :
- أعراض نزفية مثل نزيف من الأنف ، ونزيف من المعدة يظهر علي هيئة قئ أسود و قد يكون أصفرا ، و نزيف من الشرج يظهر علي هيئة براز أسود .
- اصفرار الجلد و الأغشية المخاطية نتيجة لما ينال نسيج الكبد من تلف .

و مما تجدر الإشارة إليه أن هذا المرض أحد الأمراض التي يكتسب الإنسان مناعة ضدها طيلة حياته القادمة إذا شفي منها .

الأربعاء، 13 مايو 2020

سلوكهم و أمثالنا الشعبية"هي القطة تاكل عيالها"من وحي عاطفة الأمومة عند القطط




يشيع في بيئة الأمثال الشعبية الاستعانة بالمثل الشعبي " القطة ما تاكلش عيالها" و هدا ان دل فانما يدل أولا علي قوة عاطفة الأمومة عند القطط ، و يدل كدلك علي ادراك الناس لهده الحقيقة  فترددت علي ألسنتهم الي أن صارت مضربا للمثل في وصف لأم الحنون ؛ لدلك أحببنا أن نسلط الضوء علي بعض ملامح الأمومة عند القطة.
تشتمل مشاعر الأمومة علي الأحداث المرتبطة بالولادة و ما يعقبها من مسؤليات علي الأم تجاه صغارها ، بل انها تبدأ قبل الولادة أصلا .
و عاطفة الأمومة في الحيوانات أقوي ما تكون في القطط ، و من فرطها تضطر القطة في بعض الأحيان أن تأكل أولادها فعليا وذلك خوفا عليهم ، أو عجزا منها عن التعرف علي بعضهم بعد زوال الرائحة المميزة - و التي أكسبتها هي لهم - فتأكلهم علي أنهم غرباء مبتغية بذلك حماية صغارها الآخرين أيضا خوفا عليهم مما تظنه غريبا عنهم .
و ان كنت ممن يحتك بالقطط فانك تقدر أن تلمح تلك اللهفة و هي تعد بيتا أو ركنا في مكان ما لتستقبل فيه صغارها قبل ولادتهم و لسان حالها يقول " من لهؤلاء ان لم أكن أنا " ، و اذا بها تسعي و تجتهد و تبحث لتجد مكانا مناسبا لعملية الولادة فنيا ثم تكمل سعيها و بحثها لتجهز المكان مضربة بذلك مثالا للوفاء بالمسؤلية و هنا يحضرني قول الرافعي في " الصغيران " واصفا مشاعر أم التقت  بطفليها التائهين " حتي لا تكاد تفرق بين ثلاثتهم في معاني الحب الا بالكبر و الصغر ، و رجعت معهما طفلة " .
و كلما كان المكان قريبا من مصدر للطعام كلما قل معه عدد الوفيات ما يعني عظم الدور الملقي علي الأم .

و أثناء الولادة تكابد الام آلاما شاقة في سبيل اتمام مهمتها علي خير و هذا الصنف من الحيوانات يتأثر بأي مصدرر ازعاج أثناء الولادة و قد يدفعها هذا - كما ذكرنا - لأكل صغارها خوفا عليهم.

و ما ان تتم عملية الولادة علي خير تشرع القطة في مزاولة مهمتها لكن في طور جديد ، و ان كانت الأولي لها فستكون في مواجهة جديدة و امتحان صعب ، و مع هذا سيبدو الفارق بين الأم صاحبة خبرة من ولاداتها السابقة و بين تلك حديثة العهد بالمهمة العويصة ، و هنا تبرز منطقة مضيئة من من بحر الأمومة الغائر ؛ اذ أن القطط  - سواء حديثة العهد بالولادة أم لا- التي تعيش في مجموعات تجد مساعدة من أقرانها في مجموعتها لتسهيل عملية الولادة ، ثم بعد الولادة تنظيف و تجفيف الصغار ، و الملاحظ هنا أن ممارسة واجبات الأمومة لا يقتصر علي الأم الفعلية بل تشارك فيها أقرانها ما يدل علي فيض هذه الغريزة ليمارسها من ليست أم في الحدث علي ما هم ليسوا صغارها.
و اما عن واجبات الام بشكل عام فيضاف لتنظيف الصغار و تجفيفهم ، لحس جسد الصغار لحث عمليتي التبول و التبرز ، و ممارسة ما يشبه اسيرجاع للصغار الذين تاهوا عنها ، و الاستجابة لطلباتهم الممثلة في صورة أصوات تصدر منهم مثل مايحدث أوقات الجوع و البرد .
و هناك شئ من التداخل في العلاقات حيث تجد ان العلاقة بين الصغار و أمهاتهم القطط تشبه علاقة هذه الصغار بالانسان و الجزء المشترك بينهما هو أن الانسان ينظر اليه من قبل هؤلاء الصغار علي أنه مصدر رعاية و القطط تعكس هذا في سلوكها أمامه لتظهر حاجتها للرعاية .
و متي اتضح للانسان شيئا و لو يسيرا من اسرار هذه المخلوقات فعليه ان يغير نظرته و طريقة تفكيره في مثل هذه الأمور و يستغني عن سطحيته التي تحرمه من التأمل في طبيعة هذه الكائنات و ما يصاحبها من هدوء للنفس و رقي للروح و رقة للقلب.

الأشعارات
هنا تقوم بوضع الأشعارات
حسناً