ترقية: قطط
‏إظهار الرسائل ذات التسميات قطط. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات قطط. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 13 مايو 2020

سلوكهم و أمثالنا الشعبية"هي القطة تاكل عيالها"من وحي عاطفة الأمومة عند القطط




يشيع في بيئة الأمثال الشعبية الاستعانة بالمثل الشعبي " القطة ما تاكلش عيالها" و هدا ان دل فانما يدل أولا علي قوة عاطفة الأمومة عند القطط ، و يدل كدلك علي ادراك الناس لهده الحقيقة  فترددت علي ألسنتهم الي أن صارت مضربا للمثل في وصف لأم الحنون ؛ لدلك أحببنا أن نسلط الضوء علي بعض ملامح الأمومة عند القطة.
تشتمل مشاعر الأمومة علي الأحداث المرتبطة بالولادة و ما يعقبها من مسؤليات علي الأم تجاه صغارها ، بل انها تبدأ قبل الولادة أصلا .
و عاطفة الأمومة في الحيوانات أقوي ما تكون في القطط ، و من فرطها تضطر القطة في بعض الأحيان أن تأكل أولادها فعليا وذلك خوفا عليهم ، أو عجزا منها عن التعرف علي بعضهم بعد زوال الرائحة المميزة - و التي أكسبتها هي لهم - فتأكلهم علي أنهم غرباء مبتغية بذلك حماية صغارها الآخرين أيضا خوفا عليهم مما تظنه غريبا عنهم .
و ان كنت ممن يحتك بالقطط فانك تقدر أن تلمح تلك اللهفة و هي تعد بيتا أو ركنا في مكان ما لتستقبل فيه صغارها قبل ولادتهم و لسان حالها يقول " من لهؤلاء ان لم أكن أنا " ، و اذا بها تسعي و تجتهد و تبحث لتجد مكانا مناسبا لعملية الولادة فنيا ثم تكمل سعيها و بحثها لتجهز المكان مضربة بذلك مثالا للوفاء بالمسؤلية و هنا يحضرني قول الرافعي في " الصغيران " واصفا مشاعر أم التقت  بطفليها التائهين " حتي لا تكاد تفرق بين ثلاثتهم في معاني الحب الا بالكبر و الصغر ، و رجعت معهما طفلة " .
و كلما كان المكان قريبا من مصدر للطعام كلما قل معه عدد الوفيات ما يعني عظم الدور الملقي علي الأم .

و أثناء الولادة تكابد الام آلاما شاقة في سبيل اتمام مهمتها علي خير و هذا الصنف من الحيوانات يتأثر بأي مصدرر ازعاج أثناء الولادة و قد يدفعها هذا - كما ذكرنا - لأكل صغارها خوفا عليهم.

و ما ان تتم عملية الولادة علي خير تشرع القطة في مزاولة مهمتها لكن في طور جديد ، و ان كانت الأولي لها فستكون في مواجهة جديدة و امتحان صعب ، و مع هذا سيبدو الفارق بين الأم صاحبة خبرة من ولاداتها السابقة و بين تلك حديثة العهد بالمهمة العويصة ، و هنا تبرز منطقة مضيئة من من بحر الأمومة الغائر ؛ اذ أن القطط  - سواء حديثة العهد بالولادة أم لا- التي تعيش في مجموعات تجد مساعدة من أقرانها في مجموعتها لتسهيل عملية الولادة ، ثم بعد الولادة تنظيف و تجفيف الصغار ، و الملاحظ هنا أن ممارسة واجبات الأمومة لا يقتصر علي الأم الفعلية بل تشارك فيها أقرانها ما يدل علي فيض هذه الغريزة ليمارسها من ليست أم في الحدث علي ما هم ليسوا صغارها.
و اما عن واجبات الام بشكل عام فيضاف لتنظيف الصغار و تجفيفهم ، لحس جسد الصغار لحث عمليتي التبول و التبرز ، و ممارسة ما يشبه اسيرجاع للصغار الذين تاهوا عنها ، و الاستجابة لطلباتهم الممثلة في صورة أصوات تصدر منهم مثل مايحدث أوقات الجوع و البرد .
و هناك شئ من التداخل في العلاقات حيث تجد ان العلاقة بين الصغار و أمهاتهم القطط تشبه علاقة هذه الصغار بالانسان و الجزء المشترك بينهما هو أن الانسان ينظر اليه من قبل هؤلاء الصغار علي أنه مصدر رعاية و القطط تعكس هذا في سلوكها أمامه لتظهر حاجتها للرعاية .
و متي اتضح للانسان شيئا و لو يسيرا من اسرار هذه المخلوقات فعليه ان يغير نظرته و طريقة تفكيره في مثل هذه الأمور و يستغني عن سطحيته التي تحرمه من التأمل في طبيعة هذه الكائنات و ما يصاحبها من هدوء للنفس و رقي للروح و رقة للقلب.

الخميس، 23 أبريل 2020

الحياة الجنسية في القطط



نتحدث في موضوعنا هذا عن ملامح الحياة الجنسية في فصيلة أخري من فصائل الحيوانات وهي القطط استكمالا لما بدأناه في الموضوع الفائت و الذي كان عن الكلاب .
و مما عرفناه سابقا أن هناك ما يعرف بفترة Heat و هي أهم فترة من فترات دورة الشياع أو الشبق ؛  ففيها تكون الشهوة و تقبل الأنثي الذكر ولا يمكن أن يحدث جماع في غيرها .


أما عن مناقشة الأمر من الناحية السلوكية التي هي مرآة لحالة داخلية محكومة بالهرمونات فنجد في القطة ارتفاع صوتها ، وفرط نشاطها ، و تواجد عدد من الذكور في محيط تواجدها ، و زيادة معدل تبولها، و رغبتها في مغادرة مكانها ، و ممارسة احتكاك بالأجسام الصلبة من خلال الأجزاء الخلفية لجسمها ، و رفع زيلها و ميلانه لأحد جانبي الجسم فضلا علي السماح للذكر بالاقتراب منها وجماعها.
ومن فرط تأثر الحالة السلوكية أنها لا تثتسني الإنسان ، إذ تصبح القطط في هذه الفترة عنيفة شرسة تجاهه.

و في أوقات الجماع يلاحظ الذكر ممسكا بقفا القطة مستعينا علي ذلك بأسنانه ، ولا يحدث الجماع مرة واحدة إذ هي غير كافية لتستحث عملية التبويض التي تتطلب تكرار الجماع . ومما يحدث وقت التزاوج بين القط و القطة هو صراخ الأخيرة ؛ ذلك أن العضو التناسلي للذكر يتميز بوجود أشواك اتجاهها للخلف وبينما يخرج العضو من القناة التناسلية للأنثي ، تحتك الأشواك بباطن المهبل مسببة ألما شديدا مصحوبا بالصراخ ، وسيكون لنا وقفة حول هذه النقطة في نهاية الموضوع .

وعلي ما يوجد في الحياة الجنسية من تشابهات بين فصائل الحيوانات إلا أن هذا لا يمنع تفرد كل فصيلة عن الأخري بسمة تجعلها في نطاق ما محلا للذكر دون سواها ، ومما تتميز به القطط أن فترة Heat  تتأثر مدتها بتواجد الذكر من عدمه فتكون فقط أربعة أيام إن كان موجودا ، و حوالي عشر أيام إن كان غائبا .و لئن كنا قد أشرنا لدور الجماع المتكرر في التبويض  فنزيد علي ذلك أن هذا  لوجود مستقبلات عند الفتحة التناسلية الأنثوية يثيرها الجماع ، و قد يحدث التبويض من غير جماع فإذا قفزت أنثي علي أنثي أو أثناء مشاجرة فيما بينهما يكون هذا محفزا للتبويض عبر مستقبلات مشابهة موجودة في المنطقة القطنية من الظهر ، وأما التفرد الأغرب للقطط أنها قد تحمل من أكثر من ذكر ؛ إذ من الممكن أن يجتمع علي جماعها أكثر من ذكر ، و الأشد غرابة أن هذا يحدث دونما تشاجر فيما بين الذكور ، وأمام هذا السلوك لا يعرف المرء هل يتفاعل مع هذا بالدهشة أم بالاحترام.


و عودة لما أرجئنا الحديث عنه بخصوص صراخ القطة وقت الجماع نريد أن نعلق علي مقولة موجودة في تراث الأمثال الشعبية وهي "مفضوح فضيحة القطط " و جذور هذه المقولة مرتبطة بموضوع اليوم ؛ فالقطط أثناء الجماع تلفت أنظار الناس إليها من خلال صراخها فاعتاد الناس اسقاط ذاك علي واقعهم و صارت القطط مضربا للمثل في ذياع صيت معلومة أو فضيحة ما بعد أن أصبحت مكشوفة للناس بصرف النظر عن مضمون الفضيحة ، وهذا مما يعد تؤثرا بما عرفناه عن الحيوانات.

الأحد، 19 أبريل 2020

من صور الاعتماد علي النفس : " لحس الشعر " في القطط.




من المؤكد أن كل سلوك يقوم به الحيوان له دوافعه الداخلية ولا يمكن أبدا أن يكون عشوائيا ، وهذه الدوافع و الأسباب هي نتيجة احتياجات داخلية لدي الحيوان و من أوضح الأمثلة علي ذلك لحس القطط لشعرها .
ونحن الآن بصدد مناقشته كسلوك تقوم به القطط علي مدار اليوم ، حتي أن بعض الدراسات ذهبت إلي أن هذا السلوك يشكل نصف الوقت الذي تقضيه القطة يقظة و أن هذا من عظيم شأنه و مما يستوجب تسليط الضوء عليه .


هذه العادة هي معروفة لعامة المربيين و غيرهم ممن يكثر اختلاطهم بالقطط ، لكن ثمة فارقا بين نظرة سطحية لا تثير شغفا و لا تنبه عقلا ، وبين نظرة عميقة تجذب العين و تداعب القلب وتعمل العقل فتكون ثمرة تجذب الكتاب و القراء.

و التصرف هذا " مكتسب " تأخذه القطط عن أمهاتها ، فبعد الولادة تقوم الأم بلحس أجساد صغارها بغية إكسابهم شيئا من رائحتها ليسهل التعرف عليهم - وأشرنا إلي هذا في موضوع سابق عن حاسة الشم - و من جهة أخري فإنها تهدف إلي تدريبهم علي ممارسة هذا السلوك فيما بعد بمفردهم و غالبا ما يشهد الأسبوع الثاني انتهاء مساعدة الأم لصفارها. و هذه الفترة مهمة لاكتساب هذا السلوك إذ أن الذي يخرج منها دون قدر كاف من الخبرة لا يمكنه ممارسة هذا النشاط فيما بعد.

و " لحس" الشعر بالنسبة للقطط يشبه ما نقوم به نحن البشر من تمشيط للشعر و تهذيبه و هذا من أوجه التشابه بين طبائع الانسان و طبائع الحيوان ، و هذا السلوك يضمن لهم المحافظة علي الجلد سليما و إعطاء مظهر جميل للفراء.

و يشكل أيضا هذا السلوك ضرورة للتخلص من الشعر المفصول عن فروة الرأس بدلا من تراكمه .

و إن مما يتبادر إلي الذهن بناء علي ما سبق أن ينظر للسان علي أنه فرشاة أو أداة تمشيط فيستدعي معه مزيدا من السرد لفوائد هذه الأداة و منها أن تمشيط الشعر عبر اللسان هو مما يلجأ إليه للتخلص من الطفيليلت الخارجية (الحشرات) العالقة بالشعر و الجلد .

وهذا السلوك ينبغي أن يحسب كصورة من صور التكيف مع ظروف المناخ فهو وسيلة لتلطيف درجة حرارة الجسم ، و هو بذلك يناظر سلوك اللهث عند الكلاب.

و مع سرد المنافع السابقة يتبقي لنا مثالا يعد ذروة استغلال سلوك " اللحس " لدي القطط و ما ذلك إلا لأنه يمارس في ظروف صعبة فتكون له القدرة علي مغالبة هذه الظروف علي بساطته  ففي حال تعرض القطط لأي مصدر إزعاج أو خوف أو قلق أو ةقوعها تحت أي ضغط - وهو ما يعرف ب stress - تستغني القطط عما تفعله متجهة لممارسة عادتها المستحبة ممثلة في اللحس، و في هذا المثال تحديدا يصنف سلوك اللحس علي أنه سلوك " مهدئ " .


ولا يتوقف هذا النموذج من سلوكيات القطط عند حد اعتباره من أوجه التكيف ، بل إنه يحمل في ذاته وجوها أخري لقدرة الحيوانات علي استغلال إمكاناتها فنري القط يستخدم أقدامه الأمامية والخلفية بديلا عن لسانه للوصول لأجزاء الجسد التي لا يصلها اللسان أو الأسنان ومنها الرأس و الوجه والرقبة و الأذن ، لكن عليه أولا أن يبلل أطراف الأقدام باللعاب من فمه و كأن ثمة سر في اللعاب!

اللعاب هو السائل الذي يبلل الشعر فيسهل تمشيطه و جمع المنفصل منه عن فروة الرأس ، و هو الذي يحتاجه الجلد فيحفظ له رطوبته وهو الذي تحتاجه الأجسام لتلطيف حرارتها النابعة من حرارة الجو او الناتجة بفعل Stress ، وهو الذي يحوي  الروائح المفرزة من غدد خاصة بها فيحمل للشعر الرائحة المميزة لصاحبه .


ولا ينبغي أن يفوتنا النظر لهذا السلوك علي أنه من أوجه الاعتماد علي النفس ما يدفعنا إلي إعطاء هذه الحيوانات قدرها المستحق علي الأقل من وجهة نظر التوازن البيئي و ليس كما يعتقد الكثير من الناس أنها مخلوقات بلا وزن .

الأحد، 12 أبريل 2020

حاسة الشم في القطط.



تكلمنا في الحلقة الأولي من هذه السلسلة عن شئ من أوجه الإبداع في حاسة الشم لدي الكلاب ، لكن لا يتوقف الأمر عند الكلاب فقط ؛ فهذه هي القطط تزيدنا إعجابا بأهمية الشم في حياتها و ليس أدل علي ذلك من كونها مضرب المثل في هذه النقطة ، ولعل جميعنا سمع قبل ذلك المقولة الشعبية " شمام مثل القطط " .

ومقارنة بالإنسان فإن القطط تتميز بنسيج مبطن للجزء الشمي من الأنف يبلغ من خمسة إلي عشر أضعاف نظيره في البشر .

و لكن ما الذي يحدث حين تتعرض القطة لرائحة من نظرائها القطط؟ وكيف تتم ترجمة هذه الروائح؟
حين يدرك قط رائحة -مصدرها قط آخر-فإنها تظهر ما يسمي "flehmen response"  و فيها يقوم الحيوان بفتح فمه لبضع ثوان بينما تكون الشفاة العلوية مقلوبة للخلف ما يسمح للرائحة أن تصل للجهاز العصبي الأنفي و هو بدوره متصل بمركز العاطفة في المخ ، وكون هذا يغلب حدوثه بعد شم  روائح مصدرها قطط أيضا ، فيمكن أن نعتبر أن قدرات القطط في الشم تكون أوضحها في حياتها الاجتماعية ، ولكن كيف ذلك؟
لكل قطة رائحة خاصة بها تفرز من غدد موجودة في منطقة الذقن و بداية الزيل و الزوايتين الموجودتين بين الشفتين و الأقدام ، و حيث أن القطط غريزيا تقوم بلحس جسدها ، فإن الرائحة تصبح موجودة علي سطح الجسم و تكون بذلك متميزة عن غيرها ،
حسنا ، وماذا بعد؟
و اعتمادا علي ذلك تقوم القطط التي تعيش مع بعضها كمجموعة بالقيام بالتلامس و الاحتكاك عبر أجسادهم -التي تحمل رائحة مميزة لكل واحد علي حدة- محاولين بذلك خلق رائحة مشتركة بينهم جميعا لتساعدهم في التعرف علي بعضهم البعض و من ثم يصير غريبا عنهم كل الذي لايحمل هذه الرائحة المشتركة و هذا ما يحدث بالفعل عندما تؤخذ القطة للطبيب و يفحصها بيديه فإذا بالرائحة تختفي من جسمها بعد أن يلامسها ، فلما تعود لمجموعتها فيما بعد تصبح مرفوضة فيما بينهم .

و تتشابه القطط الي حد بعيد مع الكلاب في نقطة استخدام رائحتها المميزة لحماية منطقة سيطرتها ؛ إذ تقوم بحك جسمها مع أية أجسام صلبة موجودة في بيئتها ما يحفز الغدد لافراز محتواها من الروائح ، و بذلك تكون مثل هذه الاماكن قد تميزت برائحة القط المسيطر عليها.
كما يمكن أيضا استخدام البول لمثل هذه الأغراض ، و من جهة  أخري تلفت الروائح انتباه الذكور حالة ما يطلب الزواج من قبل الإناث.
و البراز أيضا يمكن استخدامه عند حدود الأماكن لإثبات بصمتها ، لكنه نادرا مايستخدم و غالبه يكون في الطرقات.

ومن دور حاسة الشم في البيئة الاجتماعية ننتقل إلي زاوية أخري من حياة شركائنا في الأرض لنلمح جانبا من أهمية الشم و علاقته بممارسة عاطفة الأمومة لدي القطط .
نشير أولا الي أن عاطفة الأمومة أقوي ما تكون في القطط ، لكنها قد تأكل أولادها في بعض الاحيان، نعم تاكلهم ....
لكن ليس تجردا من أمومتها ولا هربا من مسؤوليتها ، هي فقط لم تعد تجد في بعض منهم الرائحة التي تعرفها فتظن أن هناك غرباء بين أبنائها الرضع فتاكل من تظنه غريبا بينهم ، و توجد أسباب أخري لظاهرة أكل الصغار عند القطط لكن ليس محلها الآن.


و اذا ألقينا نظرة علي حياة الآدميين و مجتمعاتهم نجد أن من يكون شاذا في بعض خصاله أو سلوكه أو حتي شكله - وهذا الشذوذ في الطبع أو الشكل في عالم الناس يقابله شذوذ الرائحة في عالم القطط - قد ينظر إليه من الكثيرين نظرة استغراب و أحيانا يهرب منه بعض الناس أو يرونه غامضا ، و بذلك نكون قد وجدنا عاملا مشتركا بين مجتمع الإنسان و مجتع الحيوان في هذه النقطة.
الأشعارات
هنا تقوم بوضع الأشعارات
حسناً