و من الأمثلة علي خدمة الكلاب للإنسان إرشاد الأعمي ، و تحذير الأصم ، و سحب كرسي القعيد ، و تحذير و حماية الإنسان الذي لديه تشنجات ، و تذكير الإنسان ليأخذ الدواء ، و تهدئة الأشخاص الذين لديهم إصابات أو استثارة بعد المشاجرات .
و كذلك تنبيه مرضي السكري إذا جاءتهم الأزمة ، و مساعدة الأطفال الذين يعانون من التوحد .
و تري بعض المؤسسات المعنية بهذا الأمر أن الكلاب التي وظيفتها الوحيدة توفير أمور كالترفيه و التسلية لا تعتبر حيوانات مساعدة ، علي أن هذا لا ينفي دورها في هذه النقطة .
و كل مهمة تؤديها تلك الحيوانات هي نتاج مجهود عظيم ، و علم غزير، و صبر طويل ، ومع ذلك كله ينبغي أن تكون طريقة التفكير عند المدرب علي مستوي الموقف الذي يعايشه واضعا أمامه الصورة النهائية المنشودة .
و كل فائدة من الوظائف السابقة هي بحر يبحث عن غواص يسبح في أعماقه ليجد ما فيه من كنوز مجهولة ، و متي تم الوصول للمفتاح اتضح و بان كل شئ .
تري ما الذي تمتلكه هذه الحيوانات يجعلها تمارس هذه الوظائف و المهام ؟ و ماذا تفهم و ماذا لا تفهم من الأوامر الصادرة لها ؟ و تري ما نظرتها للإنسان الذي تخدمه ؟
أما عن موقف الإنسان الذي يمثل الطرف الآخر من العلاقة فقد حكي واحد من الناس الذين كانوا يلجأون لخدمات الكلاب عن شعوره بعد موت كلبه ، لقد ساعده الكلب منذ أن كان عمره ثلاثة أعوام حتي سن الثامنة عشر من عمره و شبه فراقه بفراق الأم .
و كثيرا ما يضرب المثل بالكلاب في وفاتها و كثيرا أيضا ما ينظر إليها - و غيرها من الحيوانات - علي أنها معدومة الفائدة ، بينما الحقيقة أن الحيوانات لها دورها في حفظ التوازن البيئي و كذلك دورها في خدمة الإنسان و القيام بأدوار مهمة مرتبطة بحياته اليومية .
و الآن ، كيف كان رأيك ؟ و كيف أصبح الآن ؟
الحيوانات عالم له معالمه و هي تتشابه في خطوطها العريضة - علي الأقل - مع عالم الإنسان.