ترقية

الأحد، 5 يوليو 2020

كيفية منع المشاكل السلوكية في الكلاب .



المشاكل السلوكية في الحيوانات واحدة من أسوأ ما يمكن أن يقابله صاحب الحيوان و كذلك الطبيب ، و ما ذلك إلا لأن التغلب عليها يحتاج مجهودا كبيرا و غير تقليدي ، هذا أصلا إن لم تتحول لعادة مستمرة مع الحيوان ، علي أنه يمكن تفادي هذه المشكلات أو تداركها مبكرا .


و بصورة مبسطة يمكن إجمال طرق منع المشاكل السلوكية في طريقتين هما :

1 - وضع الحيوانات تحت مؤثرات و محفزات مبكرة :

و هذا مهم جدا لاسيما و أن الفترة الأولي من عمر الحيوان لا يمكن تعويضها و هي للحيوان كالأساس للمنزل ، و المؤثرات و الضغوط هي من وسائل استغلال تلك الفترة .

و تعتمد المؤثرات في نتيجتها علي تأثيرها في الجهاز العصبي المركزي الذي لا يمكن أن يؤدي وظيفته بشكل صحيح دون أن يتعرض لمحفز من البيئة المحيطة ، أما إن غابت عنه تلك المحفزات فإن قصورا يحدث في الإدراك الحسي و تقل قدرة الحيوانات علي الإستجابة للتدريبات و هو مما له دور في نشأة المشاكل السلوكية .
فإذا أثرت المحفزات علي الجهاز العصبي المركزي للكائن الحي ، أمكنها ذلك من التأثير في  سلوكه .

و المؤثرات أو المحفزات التي يتم تسليطها علي الكلاب الصغيرة متنوعة تشمل الضوضاء و الضوء و المسك المتكرر و غير ذلك .
و بالإضافة لدور هذه المؤثرات في ضبط سلوك الحيوان فيما بعد ، فإن لها فوائد أخري يحتاجها الحيوان في حياته الاجتماعية و لصحته الجسدية و النفسية .

2 - تربية الحيوان بصورة صحيحة :

إتباع الطرق الصحيحة للتعامل مع الحيوانات يجنبهم المشكلات السلوكية ؛ لأنها في الأصل تكون مكتسبة من الوسط المحيط ، و يمكن إتباع مجموعة من الأساليب بواسطة الإنسان الذي يتعامل مع كلاب و منها :

- السماح للكلاب الصغيرة ( الجرو ) بممارسة اللعب فيما بينها .
- تعريف الأطفال بطرق التعامل مع الكلاب و يكون معهم شخص صاحب خبرة طوال الوقت الذي يقضونه مع الكلاب .
- التعامل بين الأطفال الموجودين في نفس مكان وجود الكلاب و بين هذه الكلاب و بطريقة آمنة ، و أقل شئ من أشكال التعامل أن يألف الكلب أصواتهم ،
و الهدف من التعامل مع الكلاب هو أن يعتاد الكلب تواجدهم و حركتهم نحوه و تعاملهم معه و هذا بالطبع مفيد من ناحية تجنب المشاكل السلوكية .
- أي تصرف خاطئ تجاه الحيوان يمكن أن يكون محفزا له علي العدوانية ، لذلك يجب تجنب الإلحاح علي الحيوان لفعل شئ ما أو الإفراط في إثارته .


و أما ما يقابل ذلك في عالم الإنسان فمنه أن الطفل الذي يقضي طفولته وحيدا دون اختلاط بأطفال أو تعرف علي الشارع و اللعب تتأثر بعض جوانب شخصيته و قدراته و منها أنه قد يتأخر في النطق أو يصبح غير قادر علي نطق بعض الحروف بصورة صحيحة .

الجمعة، 3 يوليو 2020

حمي الكونغو النزفية في الإنسان ، و الحيوانات التي تنقلها للإنسان ، و مصادر العدوي ، وطرق إنتقالها ، و الأعراض .




حمي الكونغو النزفية أو حمي وسط آسيا النزفية أو حمي الكونغو مرض " فيروسي " حاد يسببه فيروس يحمل عبر حشرة القراد و يصيب الإنسان والأبقار و صغار الثدييات و يتميز بحمي و صداع ، و عادة ما يحدث معه حالات نزيفية .

و ينتشر المرض علي نطاق واسع في أوربا الشرقية و آسيا و أفريقيا ، أما عن علاقة التسمية بالكونغو فلأنه في عام 1969 تم التوصل إلي أن الفيروس المسبب للمرض شبيه بفيروس يسمي " كونغو " كان قد عزل من طفل في دولة الكونغو .

الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالمرض تشمل الفلاحين و عمال المجازر و الأطباء و العاملين بالمستشفيات و الأطباء البيطريين .


الحيوانات التي تنقل المرض للإنسان :


- الماشية و الأغنام و الثدييات البرية الصغيرة .
- الطيور لا تصاب بالمرض عدا النعام .

مصادر العدوي :


- الحيوان المصاب أثناء التعامل معه كالذبح و التشريح من خلال دمه و أعضائه .
- الإنسان المصاب من خلال الدم و باقي سوائل الجسم .

طرق إنتقال العدوي :


- لدغة حشرة القراد المصابة .
- التعرض المباشر للحيوان المذبوح وقت إصابته بالحمي من هذا المرض كأن يلامس أنسجة الجسم و دمه أثناء الذبح أو التشريح .
- عبر الجلد غير السليم نتيجة دهس حشرة القراد المصابة باليد أو خلال إعداد التطعيمات من خلال إختراق الجلد .
- يمكن إنتقال العدوي من إنسان لإنسان كما يحدث مع الأشخاص الذين تعاملوا مع مرضي ينزفون نتيجة إصابتهم بهذا المرض أو عبر إستخدام الإبر الملوثة بهذا الفيروس .

الأعراض :


- للمرض فتر حضانة تسبق الأعراض و تتراوح بين يوم و سبعة وقد تصل تسعة أيام بدء من وقت اللدغة ، أما إذا كانت العدوي بسبب التعرض للحيوان المصاب تكون الفترة خمسة أو ستة أيام و قد تصل 13 يوما .
- حمي شديدة و قد تكون متواصلة أو تتميز بالصعود و الهبوط .
- شعور بالبرد و الصداع .
- ألم في الرقبة و تخشب للمفاصل .
- خوف من الضوء و ألم في الحلق .
- قئ و ألم للبطن و إسهال .
- و من الأعراض المهمة احمرار للوجه و الرقبة و احتقان لللعين .
- يبدأ النزيف في اليوم الرابع و يكون في صورة نقط نزفية في الفم و علي الجلد و أشكال النزف الأكثر شيوعا هي خروج  نزيف من الأنف و نزيف اللثة و ظهور دم في البول .

و يحدث الموت عامة بسبب الصدمة الناتجة عن فقد الدم ، أو بسبب النزف الرئوي ، أو بسبب مضلعفات عصبية ، أو عدوي ثانوية .

و قد يأتي المرض في صورة حالات حمي خفيفة دون نزف و حتي دون أعراض .

فوائد الضغوط للكلاب حديثي الولادة ( الجرو ) .





بمجرد ذكر كلمة ضغط أو " stress " يتبادر إلي الذهن إحتمال حدوث مشكلة ، لكن التعرض ل " stress " له وجه آخر و يمكن الإستفادة منه و من حسن الحظ أنه يمكن اصطناعته .

و لأن المرحلة الأولي من حياة الكائنات الحية بما فيها الحيوانات هي الأهم ؛ فلا ينبغي أن نترك فرصة في هذه يمكن الإستفادة إلا و نستغلها لفائدة الحيوان ، و الضغوط تعتبر من بين هذه الفرص .

و حتي تتضح الصورة نذكر فيما يلي أهم صور الضغوط التي يمكن أن  يتعرض لها الحيوان و تحقق له إستفادة :

- إحداث ضوضاء في المكان الذي يوجد فيه الحيوان .
- توجيه ضوء ناحية الحيوان .
- تكرار الإمساك بالحيوان .
- يمكن وضع الحيوان علي أرضية باردة لمدة قصيرة مثل ثلاثين ثانية قبل أن ينقل لمكان آخر دافئ .

و بعد سرد الأمثلة قد يتعجب القارئ من كونها مصدر فائدة للحيوان ، لكن هذا ما أثبتته الأبحاث ، و الفوائد ليست بسيطة أو قليلة أو محدودة  بل إنها مما سيكون له أثر في حياة الحيوان لاحقا . 

و أما بالنسبة للفوائد التي يستفيد منها الحيوان إذا تعرض لهذه الضغوط و ما تشتمل عليه من جوانب مختلفة فإن منها البدني ، والإجتماعي ، و الصحي ، و النفسي ، و أيضا ما يخص كفاءة التدريب ، و من هذه الفوائد المهمة :

- وجود ضغط علي الحيوان يسرع من نمو الحيوان ، و هذه فائدة بدنية .
- زيادة مناعة الجسم ضد بعض الأمراض ، و هذه فائدة صحية .
- المحافظة علي الحالة المزاجية للحيوان ثابتة ، و هذه فائدة نفسية .
- تزداد قدرة الحيوان علي الاستجابة للتدريب و هذه مهمة جدا لأن الكلاب من الحيوانات التي يكثر تدريبها وذلك لأسباب مختلفة ، و هذه فائدة بدنية .
- إكساب الحيوان قدرة علي التعامل الجيد في مجتمعه فيما بعد ، و هذه فائدة إجتماعية .

و الخلاصة التي يجب أن نلتفت إليها أن فكرة وضع ضغوط علي الحيوان في المرحلة الأولي من حياته بهدف الاستفادة منها هي فرصة يجب تطبيقها ولا  ينبغي أن يضيعها صاحب الحيوان ؛ لأنها  ستوفر الكثير فيما بعد ، و من باب الشئ بالشئ يذكر فإننا نذكر أن هذه المرحلة المهمة يجب أن تفعل بها أشياء أخري ضرورية مثل توفير لبن الأم للصغار في أقرب فرصة بعد الولادة إذا لم تقم الأم بذلك .

الأربعاء، 1 يوليو 2020

علاقة المشاكل النفسية و السلوكية بالأمراض الجلدية في الحيوانات .



يعتبر جسم الكائن الحي بما يشتمل عليه من أعضاء وحدة في حد ذاتها بما في ذلك الحالة النفسية التي لا يمكن فصلها عن حالة أجزاء الجسم. و تتفاعل أجزاء الجسم فيما بينها ، و ثؤثر و تتأثر مكوناته ببعضها البعض .
علي أن الحالة النفسية لا يلتفت إليها كثيرا عند البحث عن أسباب مشكلة صحية يمر بها الحيوان بالرغم من أنها جديرة بالإهتمام .


و توجد علاقة بين الحالة النفسية و السلوكية للحيوان و بين ظهور مشاكل جلدية ؛ إذ أن المشكلة النفسية تزيد من نفاذية مواد ضارة للجلد أو بمعني آخر تقلل من مناعة الجلد .
و الأمثلة علي هذه المشاكل النفسية كثيرة و منها إجبار الحيوان علي فعل شئ معين ، و فصل الحيوان عن حيوانات أخري كانت معه و يرتبط بها أو عن صاحبه ، و غير ذلك مما يؤدي بالحيوان إلي التضايق خلافا لما هو معتاد عليه .

و الأعراض الظاهرة علي الجلد بفعل العيوب النفسية و السلوكية تشمل تساقط الشعر ، لحس الجلد و المؤخرة تحديدا الشرج ، و حك الجلد .
و يضاف إلي المشاكل السلوكية أمراض أخري يمكنها أن تسبب أيضا هذه الأعراض و من ذلك :
 - مرض الجرب .
- أمراض فطرية .
- حساسية .
- فرط نشاط الغدة الدرقية .
- التغرض لخبطة .
- الأورام .
- آلام المفاصل و الأعصاب .

و لو أخذنا مشكلة لحس المؤخرة مثالا نجد أنها تحدث بسبب خلل سلوكي و كذلك أيضا بفعل أمراض أخري مثل الحساسية لأنواع معينة من الأكل ، و إصابة الحيوان بطفيليات خارجية ( حشرات ) .

و أي سبب لهذه الأعراض التي تظهر علي الجلد قد يكون أهون من الأسباب النفسية و التصرفات المصاحبة لها ؛ إذ مع الوقت تصبح هذه التصرفات عادة يعيش بها الحيوان و يكون من الصعب إزالتها و مما يزيد من أهمية المشكلة النفسية أن المشاكل الجلدية المصصاحبة لها قد تكون مدخلا لمشاكل سلوكية جديدة - مثل الشراسة و العدوانية - تضاف إلي المشكلة الأم ، و في مثل هذه الحالات تكون المشكلة الجلدية عاملا مساعدا لظهور السلوك الجديد و لسيت سببا .

و هو ما يؤكد أن دورا مهما يجب علي أصحاب الحيوانات أن يؤدوه و يتمثل في إبعاد الحيوانات عن أي مصدر للمضايقة و الضغط .

و طالما أن الأعراض تتشابه و إن إختلفت الأسباب ، و طالما أن وجود مشكلة سلوكية يعني مزيدا من الأضرار ، فإن هذا النوع من الأمراض لا يحتمل خطأ في التشخيص ، و وسائل التشخيص متاحة و يمكنها تحديد مكان و سبب المشكلة ، لكن المهم أن يهتم صاحب الحيوان و يعرضه علي مختصين .
و المستفاد من هذا الموضوع أن الاهتمام بالاحتياجات النفسية للحيوان أمر ضروري لا يقل عن الاحتياجات من الطعام و غيره بل إنه الاهم و لذلك ينبغي السؤال عن هذه الإحتياجات و طرق تقديمها للحيوان ،
و يمكن مطالعة موضوعنا الذي تحدثنا فيه عن سبب تفوق حيوانات الشارع عن غيرها من الحيوانات المنزلية من هنا ؛ فهو يأتي في سياق مشابه .


الثلاثاء، 30 يونيو 2020

شراسة و عدوانية الحيوانات ، الأسباب و الأعراض .



الحيوانات الشرسة قد تكون شرسة أو عدوانية بطبعها و قد تكون هي نفسها الحيوانات التي نراها من حولنا كمورد يمكن الانتفاع به سواء كانت حيوانات يقتنيها الإنسان للترفيه كالخيل و القطط و الكلاب ، أو للإنتاج كالأبقار ، أو للمساعدة في العمل كالخيل أيضا .

و علي ما في هذه الحيوانات من ضعف ، إلا أنها ليست ثابتة المزاج و إنما تتفاعل مع كل المواقف التي تتعرض لها تبعا لطبيعة كل موقف ، فالأحياء ليست جامدة و ليست قالبا صلبا ، ومن بين هذه التلقبات أننا نري أحيانا الحيوانات في صورة لم نعهدها عليها من العدوانية و الشراسة .

و شراسة الحيوانات يمكن تقسيمها بصفة عامة حسب السبب إلي شراسة مستحثة و شراسة عفوية أو طبيعية ، و حسب ملازمتها للحيوان إلي شراسة مؤقتة و شراسة دائمة .

و الشراسة المؤقتة تكون طارئة و أظهرها الحيوان كردة فعل ، و الدائمة هي تلك التي تلازم الحيوان مثل التي يسببها الناس للكلب بوسائل معينة بهدف تشريس الكلب .

و يمكن إجمال أهم الأسباب العامة للشراسة فيما يلي :


- أول ما نفكر فيه إذا رأينا حيوانا عدوانيا هو مرض السعار نظرا لخطورته الشديدة علي صحة الإنسان و إن أمكن يجب مراجعة سجل التطعيمات الخاص بالحيوان و قد كتبنا موضوعا عن مرض السعار في الإنسان و ما يمثله الحيوان المصاب من خطر تجاه الإنسان و يمكن مطالعته من هنا .

- تكون ردة فعل من الحيوان تجاه حدث معين كحالة أن يضربه حيوان آخر .

- إستخدام وسائل تشريس للحيوان و منها أدوية معينة .

- زيادة نشاط الغدة الدرقية كما يحدث في القطط . 

- إنخفاض إفرازات الغدة الدرقية كما يحدث في الكلاب و قد توصل لهذا باحثون بعد دراسة مجموعة من الحالات ، علي أن هناك علماء آخرون يستبعدون هذه النتيجة و يرونها غير مقنعة طبقا لأبحاث أخري .

- وجود قصور حسي و يبرز هذا أكثر مع الحيوانات ذات الأعمار الكبيرة و هذه المشكلة تؤدي لأعراض مشابهة لمتلازمة القصور الإدراكي وهي :
- إضطراب حركة الحيوان .
- تغيرات سلوكية تجاه صاحب الحيوان .
- إضطرابات في اليقظة و النوم .
- دخول الحيوان للأماكن التي كان يمنعه عنها صاحب البيت .
- إضطراب في نشاط الحيوان زيادة أو نقصانا .

هذه أعراض للشراسة تتفق مع أعراض المتلازمة و يمكن إضافة الآتي لها :


- الحيوان الشرس أو العدواني له علامات في سلوكه مثل الميل إلي العض ، و المبالغة في النباح ، و نبرة صوت مميزة .

- بالإضافة إلي العلامات السلوكية توجد علامات جسدية يعرف من خلالها الحيوان الشرس ، و يمكن قراءة هذا الموضوع عن لغة الجسد و الذي يحتوي علي العلامات الجسدية لكل حالة مزاجية يمر بها الحيوان.

الدوخة الاساب والاعراض وطرق العلاج

الدوخة الاساب والاعراض وطرق العلاج

الدوخة اوالدوار تنطبق علي كثير من الحالات المرضية والاحاسيس , يمكن ان نقول انه الشعور بالدوخه مع فقد التوازن.

في بعض الاوقات يفسر الناس عدم وضوح الرؤية، او الصداع، الارتباك والاضطرابات اثناء المشي، على أنها اختلال وفقدان التوازن، على الرغم من أنه لا يوجد اختلال حقيقي وفعلي في التوازن في هذه الحالات.

نتناول في هذا الموضوع:
أسباب وعوامل خطر الدوخة
-
-



أسباب وعوامل خطر الدوخة

.. اختلال واضطراب في التوازن
.. اضطراب في تدفق الدم الي الدماغ
.. وغيرهامن الاوضاع

الاثنين، 29 يونيو 2020

إخلاص الكلاب و مساعدتها و خدمتها للإنسان .




هناك مصطلح يستخدم عند الحديث عن العلاقة بين الإنسان و الحيوان و هو كلاب الخدمة و يطلق علي أي كلب يقوم بمهمة لمصلحة الإنسان حين يعجز عن أداائه . و بصورة أوسع يمكن اعتبار الكلاب التي تم تدريبها بصورة فردية علي القيام بمهمة تخدم الإنسان كلاب خدمة أو كلاب مساعدة .

و من الأمثلة علي خدمة الكلاب للإنسان إرشاد الأعمي ، و تحذير الأصم ، و سحب كرسي القعيد ، و تحذير و حماية الإنسان الذي لديه تشنجات ، و تذكير الإنسان ليأخذ الدواء ، و تهدئة الأشخاص الذين لديهم إصابات أو استثارة بعد المشاجرات .

و كذلك تنبيه مرضي السكري إذا جاءتهم الأزمة  ، و مساعدة الأطفال الذين يعانون من التوحد .

و تري بعض المؤسسات المعنية بهذا الأمر أن الكلاب التي وظيفتها الوحيدة توفير أمور كالترفيه و التسلية لا تعتبر حيوانات مساعدة ، علي أن هذا لا ينفي دورها في هذه النقطة .

و كل مهمة تؤديها تلك الحيوانات هي نتاج مجهود عظيم ، و علم غزير، و صبر طويل ، ومع ذلك كله ينبغي أن تكون طريقة التفكير عند المدرب علي مستوي الموقف الذي يعايشه واضعا أمامه الصورة النهائية المنشودة .

و كل فائدة من الوظائف السابقة هي بحر يبحث عن غواص يسبح في أعماقه ليجد ما فيه من كنوز مجهولة ، و متي تم الوصول للمفتاح اتضح و بان كل شئ .
تري ما الذي تمتلكه هذه الحيوانات يجعلها تمارس هذه الوظائف و المهام ؟ و ماذا تفهم و ماذا لا تفهم من الأوامر الصادرة لها ؟  و تري ما نظرتها للإنسان الذي تخدمه ؟

أما عن موقف الإنسان الذي يمثل الطرف الآخر من العلاقة  فقد حكي واحد من الناس الذين كانوا يلجأون لخدمات الكلاب عن شعوره بعد موت كلبه ، لقد ساعده الكلب منذ أن كان عمره ثلاثة أعوام حتي سن الثامنة عشر من عمره و شبه فراقه بفراق الأم .

و كثيرا ما يضرب المثل بالكلاب في وفاتها و كثيرا أيضا ما ينظر إليها - و غيرها من الحيوانات - علي أنها معدومة الفائدة ، بينما الحقيقة أن الحيوانات لها دورها في حفظ التوازن البيئي و كذلك دورها في خدمة الإنسان و القيام بأدوار مهمة مرتبطة بحياته اليومية .

و الآن ، كيف كان رأيك ؟ و كيف أصبح الآن ؟

الحيوانات عالم له معالمه و هي تتشابه في خطوطها العريضة - علي الأقل - مع عالم الإنسان.

الأحد، 28 يونيو 2020

حمي الضنك في الإنسان ، مصادر العدوي وطرق انتقالها و الحيوانات التي تنقلها للإنسان و الأعراض و كيفية الوقاية .



مرض فيروسي مشترك ينتقل للإنسان من خلال أحد أنواع البعوض و يتميز بالحمي و النزيف . 
و الإنسان هو العائل الأساسي لحمي الضنك ؛ إذ أن الإنسان وقت إصابته بالحمي تنجذب له البعوضة لتتغذي علي دمه و هنا تأخذ الفيروس من دم الإنسان ليتكاثر فيها و يذهب للغدد اللعابية و بعد عشر أيام تصبح البعوضة قادرة علي إحداث العدوي .

علي أن ذلك ليس كل شئ ؛ فهناك دورة أخري للمرض تسمي " الدورة البرية " تحدث بين البعوض و القرود ، لكن ما دخل الإنسان في ذلك ؟
الإنسان هنا يصاب عشوائيا ، بمعني أن البعوض  ينقل العدوي بين القرود و في وسط هذا قد تلدغ البعوضة إنسانا فتنقل له المرض .

الحيوانات التي تنقل المرض للإنسان : 

القرود .

طرق انتقال العدوي للإنسان :

لدغة البعوض الذي يحوي الفيروس و هو نوع واحد فقط من البعوض و يسمي " Aedes Egypti " .

فترة الحضانة في الإنسان : 

من خمسة إلي ثمانية أيام .

صور أو أعراض حمي الضنك في الإنسان :


1 - الشكل الحاد :
-  حمي و قد تكون غير ثابتة أي تزداد و تنخفض .
- صداع ، و خوف من الضوء ، و ألم في المفاصل و العضلات ، و عادة ما يكون معه قئ و دوخة .
- مع بداية المرض بهذا الشكل الحاد يكون هناك تأثر خفيف للجلد ، لكنه يتحول بعد فترة ثلاثة أو أربعة أيام إلي طفح جلدي .
و معدل الوفيات بهذا الشكل من المرض منخفض جدا .

2 - حمي الضنك النزفية : و هذا الشكل من المرض خطير و مميت .
يبدأ هذا الشكل بأعراض الشكل الحاد ثم يتبع بالنزيف و قصور في الدورة الدموية - نتيجة لانخفاض حجم الدم - و انخفاض للضغط ثم صدمة و موت ،
و يحدث هذا الشكل بصورة أساسية مع الأطفال .

و من ناحية مواجهة المرض ،


فإنه ينبغي أن يعتمد بصورة أساسية علي منع انتشار البعوض و من ذلك :

- استخدام وسائل تميت البعوض ، وكذلك التخلص من يرقاته .
- إزالة الأماكن التي يعيش فيها البعوض و يلجأ إليها .
- أن نتجنب لدغة البعوض و نحذر أثناء تواجدنا في اماكن إنتشاره .
- و مما يستخدم لطرد أو قتل البعوض زراعة نباتات ذات رائحة طاردة و استخدام المبيدات - مع مراعاة محاذيرها - تجاه الإنسان و البيئة .

والمرض ليس له تطعيم ، و إذا تغلب المصاب عليه فإنه يكتسب مناعة ضد مرض أخر و هو الحمي الصفراء .

الجمعة، 26 يونيو 2020

مرحلة المراهقة في الحيوانات .





نريد دائما أن نلفت الانتباه الي أوجه التشابه بين الإنسان و الحيوان و الموجودة كخطوط عريضة ، و هذا التشابه بينهما قد يبدو واضحا للعيان عبر كثير من الصفات الظاهرية لكن قلما يعرف عنه شئ عبر الصفات الداخلية للحيوان و من ذلك المراهقة .
و نكرر هذا الآن لأن موضوعنا هذه المرة ليس فقط بخصوص المراهقة كصفة تغيب عن أعين الناس ،  بل لأننا إذا تحدثنا عنها نكون قد جئنا بشئ يلامس القلوب و العقول ، و يسيل في الجسد كالماء في قبضة اليد لا تعرف له مسكا ، و يختلط بالمشاعر كاختلاط الحبر في الماء لا تعرف له وقفا ، و ينغرس في النفس كالبذرة في الأرض .


و سنعرض هنا لمجموعة من صفات المراهق متبوعة بما يقابلها في بابها عند الحيوان ؛ لعلنا نربط بين الطرفين مما يسهل استنباط الإفادة :

1- مرحلة المراهقة في الإنسان تبدأ من البلوغ وتنتهي بالوصول للنضج الاجتماعي و الجسمي و العقلي ،

 و في الحيوان تبدأ بالبلوغ و تنتهي بالوصول للنضج الاجتماعي ( بالطبع الحيوان له مجتمعه أيضا ) و يمكنك من هنا 
معرفة المزيد بخصوص هذا الأمر .

2 - تختلف طبيعتها في الإنسان تبعا لعدة عوامل منها ظروف البيئة التي ينشا فيها الإنسان ، فالعمران مثلا يختلف عن البادية غير أن هذا الاختلاف لا يخل من السمات العامة لمرحلة المراهقة ،

و في الحيوان أيضا تختلف طبيعة المراهقة فهي ليست قوالب جامدة و تمتلك من الحركة ما يضمن المحافظة علي روحها و لو أخذنا فصيلة من الحيوانات محلا للبحث سنجد أن اختلاف السلالات داخل الفصيلة الواحدة و غير ذلك من العوامل له بصمته الواضحة علي تلك الفترة المهمة .

3 - تطول فترة المراهقة عند مراهقين دون غيرهم و يرجع ذلك لاختلاف البيئة و قد تسبب بعض الأمراض أن يستمر العقل طفوليا فيباعد ذلك بين الإنسان و إتمام مرحلة المراهقة ،

و في الكلاب توجد سلالات معينة لا تصل مرحلة النضج الاجتماعي و بذلك اشتركت مع الإنسان في القابلية لإستمرار المراهقة .

4 - يسعي المراهق إلي الاستقلالية عن أسرته و يبدأ يشعر بذاته و كيانه ،

و نري ذلك في الحيوانات واضحا جليا و ليس ثمة دليل علي ذلك أكثر من سعي القط لمفارقة قطيعه في مرحلة المراهقة .

5 - طالما بدأت مرحلة المراهقة فإن صبغة الطفولة تبدأ في الأفول لحساب النضوج الجسدي و الاجتماعي ،

و قد لاحظ الباحثون و أصحاب الحيوانات أن سلوكها التي كانت تمارسه في الصغر يقل مع دخولها مرحلة المراهقة و تقدمها فيها .

6 - الحاجة إلي المتابعة من قبل الوالدين للتعرف علي احتياجاته و تلبيتها خاصة أن هذه الفترة تتميز بالاضطراب ،

و الحيوان أيضا يحتاج أن يوضع  تحت الملاحظة حتي نجنبه السلوك السئ .

7 - لا بد للمراهق أن يستهلك طاقته الداخلية و أن تتاح أمامه الوسائل التي تستوعبها و منها الرياضة البدنية ،

و التدريبات كذلك تجعل فترة المراهقة ممتعة للحيوان ؛ لأنها تقلل تأثير الاضطرابات الحاصلة .

8 - في مرحلة المراهقة يميل المراهق إلي التفاعل مع الواقع و الاعتراض علي ما لا يعجبه ،

و  نباح الكلاب كثيرا علي الغرباء يعد من صور الاعتراض.

و قضاء الحيوانات فترة مراهقتها خارج بيئتها الطبيعية المتمثلة في الحقول أو الأدغال أو غير ذلك - لاقتنائها كحيوانات أليفة أو حيوانات إنتاج - يعد مما يؤثر فيها سلبا .

الاثنين، 22 يونيو 2020

مرض السعار أو داء الكلب في الإنسان ، مصادر العدوي و طرق انتقالها و الحيوانات التي تنقلها للإنسان و أعراضه .




السعار مرض فيروسي مشترك و هو مميت للغاية و يصيب كل ذوات الدم الحار خاصة آكلات اللحوم و يتميز بأعراض عصبية .

الحيوانات التي تنقل المرض للإنسان :

- كل الحيوانات سواء كانت برية أو أليفة ، و من ذلك الكلاب و القطط و الذئاب و ابن آوي و غير ذلك من الحيوانات التي تمارس العض .
- خفافيش الكهوف و الخفافيش الماصة للدم و لا تظهر عليها أعراض و تصيب الإنسان أثناء لدغه للحصول علي دمه .


مصادر العدوي للإنسان :

- المصدر المباشر للعدوي هو لعاب الحيوان المصاب و ينبغي أن ندرك أن اللعاب قد يحتوي علي الفيروس في آخر  خمسة أو ستة أيام من قترة الحضانة علي الرغم من كون الحيوان يبدو طبيعيا في هذه المدة  ، كما أنه ليس كل تعرض للعاب يؤدي إلي عدوي ؛ إذ أن الفيروس يفرز في اللعاب بصورة متقطعة ، علي أنه ينبغي التعامل علي أساس أسوأ الإحتمالات ؛ لأن هذا المرض لو ظهرت لها أعراض فإنه لا يكون معها إلا الموت المحقق و لا يجدي العلاج نفعا .
- لبن الحيوان المصاب : و نادرا ما يسبب عدوي .


طرق انتقال العدوي للإنسان : 

1 - العض : حيث يكون الفيروس في لعاب الحيوان المصاب ، و مع العض ينتقل الفيروس للجرح و منه للجهاز العصبي . و الإنسان يمكن أن يناله العض من حيوان أو إنسان مثله .

2 - اللحس : إذا تعرض الجلد غير السليم ( مجرد حك الجلد بشئ صلب مثلا يكفي ليقال عنه أنه غير سليم ) أو الأغشية المخاطية للحس من قبل حيوان مصاب يستطيع الفيروس أن ينفذ للجسم .
و اي طريقة أخري غير اللحس تجعل اللعاب في تلامس مع الجلد يمكنها أن تنقل العدوي للإنسان .

3 - عبر الهواء : و مصدر العدوي هنا تكون إفرازات الخفافيش التي تسكن الكهوف ممثلة في البول و اللعاب ، و قد حدث في الولايات المتحدة تسرب للهواء المحمل بالفيروس إلي المناطق السكنية بعد أن تم تدمير الكهوف .
4 - الحقن أو التطعيم : و يحدث نتيجة خلل في صناعة التطعيم أدي إلي عدم قتل الفيروس بصورة كاملة فإذا تم إستخدامه  حدثت العدوي .

5 - البلع : و يشترط لحدوث العدوي عبر هذه الطريقة وجود قرحة في القناة الهضمية و أيضا شرب لبن الحيوان المصابة دون معاملته حراريا . 
و هذه الطريقة من طرق العدوي غير شائعة .

و انتقال العدوي من إنسان لإنسان نادر جدا ؛ لأن المريض يكون  تحت ملاحظة شديدة، و جدير بالذكر أن لعاب المريض ، و دموعه ، و غير ذلك من إفرازات الجسم تحتوي علي الفيروس في الأسبوع الأول من المرض .


فترة الحضانة :

و فترة الحضاتة في هذا المرض تختلف في مدتها إختلافا واسعا لا يوجد في غيره من الأمراض ؛ إذ تكون من  خمسة أيام إلي سنة ، و عادة ما  تتراوح بين أسبوعين إلي ثمانية .
و يرجع هذا الإختلاف لعدة عوامل و هي:

- مكان الجرح بالنسبة للمخ : فإذا كان الجرح الذي دخل منه الفيروس للجسم قريبا للمخ (اليد مثلا ) كانت فترة الحضانة أقصر فيما لو كان الجرح بعيدا عن المخ (الأرجل مثلا ) .
- كمية اللعاب التي اختلطت بالجرح ( و مثلها الجرعة التي تم حقنها للتطعيم ) .
- ضراو الفيروس .
- التغذية العصبية لمكان الجرح : فكلما كان المكان غنيا بالأعصاب كلما كانت فترة الحضانة أقصر .


الأعراض في الإنسان :

- صداع و ارتفاع بسيط في درجة الحرارة .
- توخز في مكان العض و قئ .
- ألم أثناء محاولة البلع .
- يتجنب البلع بسبب الألم ما يؤدي إلي تراكم اللعاب في الفم ثم خروجه منه .
-  خوف من الماء ، و خوف من الهواء .
- حساسية من الضوء و الصوت .
- رعشة في الرأس و قد تؤثر الرعشة علي عضلات أخري حتي تصل كل الجسم .
- خلل و صعوبة في عملية التنفس .
- كلما حاول الشرب تحدث رعشة للأزرع و الجسم بفعل رعشة عضلات التنفس .


و يمكن للإنسان أن يتخذ بعض الإجراءات السريعة إن تعرض للعض إلي حين الذهاب للطبيب و هو ما لا مفر منه .

من الممكن تنظيف الجرح بالماء و الصابون بحيث يكون تدفق الماء إلي الجرح قويا ، ثم استخدام صبغة يود .


الاثنين، 15 يونيو 2020

لماذا تبدو حيوانات الشارع أفضل حالا من غيرها ؟




مما يتردد علي ألسنة الكثير من مقتني الحيوانات أن هذه الحيوانات إذا قورنت بغيرها الذين يعيشون في الشوارع فإن الكفة تميل لصالح الذين يعيشون في االشوارع ؛ فهي تتمتع بصحة جيدة بالرغم من عدم تلقيها اهتماما يساعدها علي أمورها ما يصيب هؤلاء الناس بالدهشة و التعجب فكيف لحيوانات تعيش عرضة لتقلبات الجو ، و مصادر العدوي أن تتفوق علي غيرها الذين لا يتعرضون لمثل هذه الأمور فضلا عما يلاقونه من رعاية يجدر بها أن تجعل المقارنة لصالحهم ، لكن هذه حسبة قصيرة النظر تغافلت عن عدة امور منها :
- حيوانات الشارع تعيش في بيئتها الطبيعية التي تتناسب و تكوين هذه الكائنات ، فالشارع أو الغابة أو الحقل هو- و هو فقط - البيئة المناسبة و المثالية لحياة تلك الكائنات . 
- حيوانات الشارع تعيش في صورة مجموعات و المجموعة لكل واحد تمثل مجتمعه وهو ما يناسب تركيب هذه الحيوانات.
- و كونها تعيش في بيئتها المناسبة لها بصحبة حيوانات أخري ليكونوا مجتمعا ، فإن كل شئ ينضبط مع ذلك تلقائيا ، و يأخذ مكانه المناسب ، و تبدأ إمكانات الحيوان في ممارسة دورها و تخرج عصارتها ، و يتحقق الانسجام الداخلي للواحد و أيضا انسجام الحيوانات فيما بينها .

علي أن ما لاحظه أصحاب الحيوانات ما هو إلا غيض من فيض و ما هو إلا نموذج ينبغي ان يسوقنا إلي قاعدة عامة مفادها أن الخروج عن سياق الطبيعة لا تحتمل تأثيراته .
و الإنسان لو تأمل فيما حوله من جوانب الحياة ، وجد الكثير و الكثير علي هذا المنوال ، و لقد كان يشيع في بريطانيا استخدام مخلفات المجازر لصناعة أعلاف تقدم للأبقار ما أدي إلي ظهور مرض " جنون البقر " إذ أن الأبقار هي آكلات عشب لا ينسجم هذا مع طبيعتها ، و اضطرت بريطانيا إلي التخلص من كل الأبقار في البلد . 
و في نفس السياق يمكن تفسير أفضلية حيوانات الرعي عن الحيوانات الحبيسة ، فالأولي تسير و تتحرك و تلبي رغبتها و هل هي أصلا إلا " ماشية " ! ، و علي ذلك تكون الحيوانات الحبيسة قد حبست عن حياتها لا عن مرعاها فقط و ليس أدل علي ذلك مما يحدث مع الجزارين أثناء إخراج حيواناتهم من حظائرها قبيل ذبحها ، إذ تهيج و تضطرب و تهيم علي وجهها مصيبة من يقف أمامها حتي تكاد تصلح مع هذا للمشاركة في مصارعة الثيران و ما يحدث لها هذا الاختلال و الاختلاف و الاختلاط إلا لما منعها صاحبها عن الحياة التي خصصت لها .
و لو قلبنا في كتب الطب لوجدنا كم من أمراض تنشأ نتيجة خلل في نظام تسكين الحيوانات ، أو في بنية المنشآت التي تعيش فيها الحيوانات ، أو في نظام التغذية ، أو غير ذلك مما يعد دخيلا علي تكوينة الحيوان ، و غريبا علي طبيعته التي لا يمكن ان تنسجم مع ما يضعه الانسان أمامها من عراقيل . و بمعني آخر فالحيوان في بيئته الطبيعية الأصلية يستطيع أن يتأقلم مع كل شئ فهو يستطيع أن يتغلب علي ظروف المناخ الموجودة في بيئته هذه ، و يستطيع أن يجد فيها ما يسد جوعه كيفا و كما ، و يستطيع أن يلبي شهوته ، و هلم جرا. وكل هذا لا يتوفر له من قبل الإنسان و إن رأي خلاف ذلك فباطن الشئ ليس كظاهره.

و إذا انتقلنا لعالم الإنسان وجدنا نفس الشئ و سنضرب هنا مثلا يلاحظه العديد من الأسر التي تسأل لماذا طفل الريف أحسن حالا من طفل المدينة ؟ تري ما السر في ذلك ؟
طفل الريف سهل عليه أن يجد مكانا يلعب فيه فضلا عن كونه واسعا و فضلا عما يوفره له اللعب من تعارف علي أطفال آخرين فيجد صحبة يأنس بها ، و يتعرض للهواء النقي ، و يتعرض لآشعة الشمس ، و تعتاد عيناه رؤية الأماكن الريفية الجميلة فيستفيد بذلك كله في بناء الجسم ، و يتحسن به عقله إلي غير ذلك من فوائد ، و علي العكس يكون الكثير من أطفال المدينة ، فالطفل فيها لا يلعب في أي مكان ؛ فبعض الأماكن قد تمثل خطورة علي حياته كأماكن حركة السيارات و أخري لا تصلح فيها ألعاب بسبب كثرة حركة الناس فيها و غير ذلك مما يصعب معه لعب الأطفال ، و طفل المدينة قلما يختلط بأطفال إلا في حدود ضيقة كأن يقابلهم في المدرسة أو إذا صادف وجوده وجودهم في ناد رياضي ، و لا يتعرض طفل المدينة للهواء أو الشمس إلا بقدر ما تسمح حركة حياته التي تستدعي خروجه و تواجده خارج المنزل ، و هذا بالطبع يخص الأطفال دون غيرهم و باقي الفئات العمرية تختلف ظروفها المرتبطة بهذا الشأن مع اختلاف أعمارهم .

و خلاصة القول أن كل خلل أو انحراف يمكن أن يعزي إلي أنه لما انحرف انحرف عن الإطار الذي وضع له و صار في موضع آخر لم يكن ليسير فيه ، بينما الالتزام بالمسارات الطبيعية التي تليق بما وضعت له يختفي معه أي خلل و يتحقق الاتزان دون إزعاج من ظواهر محيرة أرهقت عقول من ظهرت لهم أو تصدوا لها .
الأشعارات
هنا تقوم بوضع الأشعارات
حسناً