يعتبر جسم الكائن الحي بما يشتمل عليه من أعضاء وحدة في حد ذاتها بما في ذلك الحالة النفسية التي لا يمكن فصلها عن حالة أجزاء الجسم. و تتفاعل أجزاء الجسم فيما بينها ، و ثؤثر و تتأثر مكوناته ببعضها البعض .
علي أن الحالة النفسية لا يلتفت إليها كثيرا عند البحث عن أسباب مشكلة صحية يمر بها الحيوان بالرغم من أنها جديرة بالإهتمام .
و توجد علاقة بين الحالة النفسية و السلوكية للحيوان و بين ظهور مشاكل جلدية ؛ إذ أن المشكلة النفسية تزيد من نفاذية مواد ضارة للجلد أو بمعني آخر تقلل من مناعة الجلد .
و الأمثلة علي هذه المشاكل النفسية كثيرة و منها إجبار الحيوان علي فعل شئ معين ، و فصل الحيوان عن حيوانات أخري كانت معه و يرتبط بها أو عن صاحبه ، و غير ذلك مما يؤدي بالحيوان إلي التضايق خلافا لما هو معتاد عليه .
و الأعراض الظاهرة علي الجلد بفعل العيوب النفسية و السلوكية تشمل تساقط الشعر ، لحس الجلد و المؤخرة تحديدا الشرج ، و حك الجلد .
و يضاف إلي المشاكل السلوكية أمراض أخري يمكنها أن تسبب أيضا هذه الأعراض و من ذلك :
- مرض الجرب .
- أمراض فطرية .
- حساسية .
- فرط نشاط الغدة الدرقية .
- التغرض لخبطة .
- الأورام .
- آلام المفاصل و الأعصاب .
و لو أخذنا مشكلة لحس المؤخرة مثالا نجد أنها تحدث بسبب خلل سلوكي و كذلك أيضا بفعل أمراض أخري مثل الحساسية لأنواع معينة من الأكل ، و إصابة الحيوان بطفيليات خارجية ( حشرات ) .
و أي سبب لهذه الأعراض التي تظهر علي الجلد قد يكون أهون من الأسباب النفسية و التصرفات المصاحبة لها ؛ إذ مع الوقت تصبح هذه التصرفات عادة يعيش بها الحيوان و يكون من الصعب إزالتها و مما يزيد من أهمية المشكلة النفسية أن المشاكل الجلدية المصصاحبة لها قد تكون مدخلا لمشاكل سلوكية جديدة - مثل الشراسة و العدوانية - تضاف إلي المشكلة الأم ، و في مثل هذه الحالات تكون المشكلة الجلدية عاملا مساعدا لظهور السلوك الجديد و لسيت سببا .
و هو ما يؤكد أن دورا مهما يجب علي أصحاب الحيوانات أن يؤدوه و يتمثل في إبعاد الحيوانات عن أي مصدر للمضايقة و الضغط .
و طالما أن الأعراض تتشابه و إن إختلفت الأسباب ، و طالما أن وجود مشكلة سلوكية يعني مزيدا من الأضرار ، فإن هذا النوع من الأمراض لا يحتمل خطأ في التشخيص ، و وسائل التشخيص متاحة و يمكنها تحديد مكان و سبب المشكلة ، لكن المهم أن يهتم صاحب الحيوان و يعرضه علي مختصين .
و المستفاد من هذا الموضوع أن الاهتمام بالاحتياجات النفسية للحيوان أمر ضروري لا يقل عن الاحتياجات من الطعام و غيره بل إنه الاهم و لذلك ينبغي السؤال عن هذه الإحتياجات و طرق تقديمها للحيوان ،
و يمكن مطالعة موضوعنا الذي تحدثنا فيه عن سبب تفوق حيوانات الشارع عن غيرها من الحيوانات المنزلية من هنا ؛ فهو يأتي في سياق مشابه .