العلاقة بين الأم و صغارها الجدد : الكلاب نموجا .
- سلوك الاهتمام من قبل الأم تجاه صغارها .
- سلوك طلب الاهتمام من قبل الصغار .
- أنشطة الصغار و أصواتهم.
أما في السلوك الأول فتتحرك الأم بدافع من عاطفة الأمومة الغريزية لديها لتمارس التزاماتها نحو صغارها و تبدأ بلعق أجسادهم ما يوفر لهم ثلاث مزايا أو قل ثلاث ضرورات وهي إعطاء الحيوان رائحة مميزة لجسده تكون موجودة في لعاب الأم ما يمكنها من التعرف علي صغارها ، هذه فائدة ، أما الثانية أن اللعق يوجه الصغار لأماكنهم ؛ إذ أن أداء هذه المهمة بواسطة الأم مباشرة - أي أن تحملهم الأم لأماكنهم - نادر حدوثه من الكلاب ، و أما الاخيرة فتحفيز الصغار للأكل ، و التبول ، و التبرز .
و بمناسبة اللعق فلقد كان شائعا في بعض المجتمعات أن تقوم الأم بملامسة بشرة المولود بلبن من صدرها و كان من أهداف ممارسة ذلك الطقس تهذيب شعر الوجه ، و تقليل كثافته بالنسبة للأنثي ، و ربما ما زالت هذه العادة موجودة.
و أما عن سلوك طلب الاهتمام من قبل الصغار فيسلكونه ليسترعوا انتباه الأم و لهم في ذلك وسائل و أساليب متعددة منها إصدار الصوت ، و الاقتراب من الأم و كأنهم يقولون " نحن هنا " .
و تمارس الأم بعد الولادة عدة أنشطة تخص صغارها فيضاف إلي ما ذكر سابقا أنها تسعي للتخلص من المشيمة عبر تمزيقها و أكلها ، و تقوم بقطع الحبل السري الواصل بينها و بين صغيرها ، و تزيل السوائل العالقة في رأسه و أنفه ، ثم هي لا تنسي أن تنظف نفسها أيضا . و هي تفعل كل ذلك مع ما مات منهم أيضا إلا أن برودة أجسادهم بعد موتهم تخبرها عن موتهم فتشرع حينئذ في التخلص منهم.
ثم إلي المحور الثالث و هو بخصوص نشاط الصغار و أصواتهم ، إذ نجد أن أنشطتهم و حركتهم تكون محدودة فنطاقها بعض البوصات فقط ، و نادرا ما يتحركون بواسطة الأم . و يمكنهم تحريك الرأس من جهة لأخري .
و حركتهم تتأثر بالحرارة فهم ينجذبون لمصادر الحرارة و يبتعدون عن مصادر البرودة و لهم في ذلك أنوفهم يستشعرون بها الحرارة.
و عندما تلعق أمهاتهم أجسادهم فإن حركتهم تكون في عكس اتجاه الشعر و في عكس اتجاه الضغط الناتج عن احتكاك اللسان بالجسم .
و أما عن الأصوات فنجد أنه بمقدورهم إصدارها بعد الولادة بفترة من دقيقة الي أربع دقائق . و الصوت كالحركة في تأثرها بالحرارة ، فعندما يكون الصغار في حالة دفئ يقل الأنين بل هو مثل الحركة في تأثرها بالأم فنري أن الأنين يقل أثناء رعاية الأم لهم ، علي أنه في بعض الأحيان تكون الأم هي سبب المشكلة كأن تكون جالسة فوق أحدهم فتصدر عنه صرخات تتجاهلها الأم و لا تستجيب لها ، فما يغير من ذلك إلا أن تراه أمه أو تشعر به من تحتها .
كما أنها لا تشعر بأنينهم إذا كانوا خارج نطاق رؤيتها .
ولعل مما يستفاد من هذا الأمر أن الغرائز الداخلية سواء كانت في الإنسان أو الحيوان تكون هي المحرك لما يخرج عنهما من تصرفات و سلوكيات ، و لعل هذه الغرائز تكون كفيلة بإحداث التوازن و تيسير الأحداث ، فالأم بغريزتها تسد احتياج أبنائها ، و الأبناء بدورهم يستدعون الأم للقيام بمهامها منطلقين إلي ذلك من غريزتهم ، و الغريزة الداخلية هي التي تدفع الكائن إلي طلب المساعدة أو التعبير عن احتياجه لها ثم هي التي تدفع الأم للاستجابة ، فالغريزة قادرة علي بناء منظومة و الأهم أن كل هذا يحدث طواعية لا كراهية ما يضمن الاستمرارية .