في الكلاب نجد أن أفرادها يمارسون نوعا من الإيجابية فيقوم الواحد منهم بدعوة الآخر لممارسة اللعب معه ، أي أن اللعب مدخل أو مفتاح للتواصل فضلا عما سيكون بينهما من لعب و الذي هو في حد ذاته تواصل .
و للدعوة إلي اللعب وسائل منها مثلا أن يقترب الكلب من كلب آخر مع الابتعاد عنه وكأنه يهرب منه ، ثم يقترب و يبتع و هكذا دون أن يشعره بأي خوف منه وغير مبديا لأي شكل من أشكال التهديد ، و أن تكون المنطقة الخلفية معلقة في الهواء ، و أن يجعل الكلب أطرافه الأمامية في مستوي نازل لأسفل و قد يري هذا في أوقات وقوع مشاكل بين كلبين ، لذلك فإنه أثناء انتظار الرد من الطرف المقابل يكون صاحب الدعوة في حالة تخوف من سوء فهم قد يحدث ، يدفعه ذلك إلي الحذر و الترقب ، و إذا آلت الأمور إلي الموافقة تبدأ ممارسة اللعب و يشاهد ذلك علي هيئة قفز أو حركة دائرية ، وفتح الفم مع اللهث ، و اللعب بالأرجل الأمامية ، و تحريك الزيل بأريحية ، و غير ذلك من المشاهد التي تبدو لنا علي هيئة معركة بينهما ، لكنه حقيقة من طقوس اللعب.
و الكلاب تمارس العض طبيعة أثناء اللعب و قد يكون بضراوة ، علي أن هذا لا ينقص من صفة الحدث كلعب ، و إذا دربت الكلاب علي تجنب العض مع أقرانها فإنه لن يستخدم أثتاء اللعب . و مما يبدو لطيفا في الأمر و مشابها لعالم الإنسان أن الكلاب عندها في تقاليد اللعب ما يشبه الفوز و الخسارة .
أما عن القطط ، فالعمر يؤثر في هذا السلوك ، إذ تشتد ممارسته في الفترة من الأسبوع الرابع عشر إلي الأسبوع السادس عشر ، و كما الكلاب فإن للعب مظاهر و علامات منها أن يتحرك الحيوان حركة خفة تشبه لحظات الهرب حول حيوان آخر ، و أيضا يكون الشعر واقفا في بعض المناطق من الجسم و منها الزيل والعمود الفقري ، و قد ذكر أحد العلماء في كتاب له عدد من العلامات التي تدل علي أن الموقف موقف لعب بين الحيوانات و منها أن تكون منطقة البطن ظاهرة وليست في الوضع المعتاد ، و أن تكون القطة واقفة ، و القفز أفقيا ، و أن تبدو القطة و كأنها تهرب من خلال أدائها حركة خفيفة أو مثل الذي يبدو عليه عدم الاهتمام.
و بعض من هذا تمارسه القطط مستعينة بادوات و أشياء.
و لئن كان الحيوان أبكما لا يتكلم فإن هذا لا يعني غياب اللغة ، و هذه اللغة هي حركاته و سلوكياته وتصرفاته و هذا نشاهده و نلاحظه عليهم ، علي أن هذه الإشارات تمر علينا مرور الكرام لأننا لا ندركها ، أو نظنها غير مهمة مثل تعبيرات الوجه و حركة الزيل بل معدل هذه الحركة ، و كل المعطيات التي تظهر علي الحيوان ينببغي الاهتمام بها جميعا ؛ لأن لغة الجسد منظومة متكاملة و إلا كانت النتيجة الفهم الخاطئ و الاستنتاج المغلوط . فمثلا القطط الصغيرة أثناء اللعب قد تنحني ثم تقوم بالقفز و هذا قد يجعل المشاهد يترجم الموقف علي أنه محاولة للافتراس ؛ لذلك ينبغي عدم الاهتمام بعلامة دون الأخري لقراءة الموقف ؛ لأن العلامة الواحدة قد تتكرر في أكثر من موقف.