السلوك الاستكشافي و الفضول في الحيوانات - ترقية

الأحد، 3 مايو 2020

السلوك الاستكشافي و الفضول في الحيوانات



الفضول سلوك مدفوع بقوة داخلية كامنة فهو تيار يسري في الدم و فكرة تغزو العقل و هواية تسكن القلب وإلا كان الجسد كالصنم بلا روح ، وهو للحيوان كالإناء ينضح بما فيه . 

يتضح هذا السلوك بالنسبة في الكلاب الصغيرة ( الجرو) خاصة في بداية مرحلة القدرة علي الحركة ، و تستهلك من اليوم وقتا كبيرا ما يدل علي أهميته ليس في مراحل العمر الأولي فقط بل فيما هو قادم بعدها ، وهي مما ينبغي أن يلبي و يتوفر للحيوان كغيره من الحاجات بل إن الكلب يتحري الفرص من المحفزات و المثيرات مستجيبا للدافع الداخلي عنده و ملبيا للحاجة و ما ذلك إلا لأفضال هذا السلوك عليه ، و منها أنه يعرف تفاصيل بيئته بما في ذلك إدراك كينونة طعامه و معرفة مسالك الهرب و مواقع النوم وأماكن توافر المياه و غير ذلك مما يستعين به علي قضاء حوائجه.
و إذا أدركنا قيمة ممارسة هذا السلوك أدركنا معه أن لا سبيل لتركه و الاستغناء عنه ، ففي حالات عدم تمكن الكلب من القيام بالنشاط ، تزداد حركته توترا و عصبية إن تعرض لأبسط الضغوط و التي قد تكون في حالات أخري لا قيمة لها.

لذلك مما يفيد الكلاب أن تتجول في أماكن غريبة عنها أو غير مألوفة بالنسبة لها ؛ فهذا يحرك فيها الانتباه للاستكشاف و البحث ، ما يجعل الكلب يحافظ علي مستوي من المشاركة الحسية التي يحتاجها فضلا علي المنافع الأخري التي يحصل عليها من التجول بشكل عام مثل التقاط طعامه من الطريق ، و التواصل ، و كذا التزاوج .

ومن عالم الكلاب إلي عالم القطط فنجد نشاطها موزعا علي طول اليوم ليله و نهاره و إن كان يميل للزيادة بعض الشئ في النهار و هذا أثر علي طبيعة الاستكشاف عندها ، و الافتراس مثال لذلك ، فتنتظر الوقت الذي تتحرك فيه فرائسها و تنشط ، ومع ذلك فإن الكثير من قطط الشوارع لديها تنوع في فرائسها لأن هذه الفرائس تقضي أوقاتا طويلة تكون فيها نشطة في نفس الوقت .

و إن للبيئة تأثيرا علي معدل النشاط اليومي و الاستكشاف في القطط ، و البيئة هنا يقصد بها الشارع ، أو البيت بالنسبة للقطط التي يقتنيها الإنسان ، و لنأخذ من البحث عن الطعام نموذجا ، فالصنف الأول يتأثر نشاطه و فقا لتوافر الطعام في الشارع و حركة الفريسة ، و أما الصنف الثاني فهو مرهون بما يتاح له من صاحبه في المنزل ،
و خارج سياق الطعام ، فعلي صاحب المنزل مسؤليات أخري يجب أن يلتزم بها ، فحيث أنه يقتني هذا القط و يمنعه من ممارسة الحياة بالنمط الطبيعي ( فالقط له أن يعيش وسط أقرانه و يأكل الأكل الذي تأكله القطط بطبيعتها و غير ذلك من خصائص أي مجموعة حية لها سماتها و طريق معيشة) ، فأقل ما يكون لتلبية الحاجة الداخلية لممارسة سلوك الاستكشاف أن يوفر له أدوات اللعب ، و يضع نظاما للعب ، و يهيأ مكانا صالحا لممارسة الاستكشاف و الاختباء ، و أن يضع في متناوله أجهزة تخزين طعام لتثير انتباهه .

و مما يستفاد أن السعي نحو اكتشاف الأشياء و معرفة ماهيتها غريزة و فطرة يشترك فيها الحيوان و الإنسان ، فالطفل دائما ما تجذبه البيئة المحيطة به فيفكر و يتفكر فيها و يترجم ذلك إلي حركات و تصرفات ، ثم بعد ذلك إلي تساؤلات متي صار قادرا علي النطق و التعبير عما بداخله من خلال الكلمات ، علي أن الحيوان لا يملك تلك القدرة علي التعبير فكانت من هنا أهمية سلوك الحيوانات بالنسبة لهم ، و بالنسبة للإنسان ليفهمهم ، و هي تحتاج إلي كل إنسان لديه عقل ليسبح و يبحث خلف هذه الكائنات ليفهم كلامها و هي البكماء.

لا تنسى مشاركة هذا المقال!

أعط رأيك حول هذا المقال

الأشعارات
هنا تقوم بوضع الأشعارات
حسناً