تتمتع الكلاب بقدرة عالية علي إدراك المواد من خلال حاسة الشم ؛ إذ يتميز الجزء الشمي من الأنف بنسيج طلائي مساحته 20-200 سم مربع و هو بذلك يفوق نظيره عند الانسان بحوالي 10-100 ضعف و الذي يبلغ 2-4 سم مربع فقط ، إضافة إلي ما لديها من مستقبلات للشم تتجاوز نظيرتها الآدمية الي خمسين ضعفا.
هذه الإمكانات التي تمتلكها الكلاب مكنتها من ممارسة حياتها بشكل فريد فمثلا يستطيع الكلب أن يدرك رائحة بعض المواد الكيميائية حتي لو تم تخفيفها مائة مليون مرة .
ومن المواقف التي يستخدم فيها الكلب حاسة الشم و معروفة لدي الكثيرين ، ذلك الموقف الذي كنا نتعرض له في الصغر ، كنا إذا رأينا كلبا في الشارع ينتابنا الخوف ما يعمل علي إفراز مادة " أدرينالين " و هو ما يستطيع الكلب أن يدركه بالشم فيدرك معه خوفنا منه و يتجرأ بذلك علينا.
و إضافة لما سبق يمتلك الكلب ما يسمي " الجهاز العصبي الأنفي" و هو زوج من القنوات الصغيرة التي تفتح في الفم، مبطنة بنسيج غني بالمستقبلات الكيميائية فيقوم الكلب بلحس الأجسام التي تثير انتباهه ثم حك اللسان في سقف الفم ومن ثم تحديد المواد مصدر الرائحة .
ولا يجد المرأ أمامه إلا أن يعجب حين يعلم أن هذه الحاسة - وغيرها - هي من أدوات التواصل عندهم ؛ إذ تحتوي إفرازات الكلاب من عرق و بول و الإفرازات الشرجية علي روائح مميزة ، فإذا تم التعرف عليها بواسطة كلاب أخري كان ذلك لهم منبها إلي ما حولهم ، و مؤشرا علي أمور عدة منها الخوف أو الثقة ، و دليلا تعرف به حدود سيطرة الكلب صاحب الإفرازات ، و علي الناحية الأخري يستطيع صاحب الإفرازات أن يعرف أن ثمة كلب آخر قد مر في نطاق سيطرته ؛ فالكلاب تقوم بتحديد مناطق سيطرتها بالبول المحتوي علي مادة تسمي "فرمون" و التي تختلف من كلب لآخر ،فإذا وجدت رائحة أخري غير تلك التي تميز صاحب المكان كان ذلك من دواع الانتباه.
و لما كانت الفرمونات ذا أثر علي الحالة المزاجية للكلب نظرا لارتباط الجهاز العصبي الأنفي بمركز العاطفة في المخ ، فإنها أصبحت محل دراسة لدي العلماء لتعديل بعض المشاكل السلوكية بل تجاوز العلماء هذه المرحلة إلي مرحلة التطبيق لتكون علي التوازي مع مرحلة البحث .