العلاقة بين الإنسان الذي يمتلك حيوانا أليفا و بين هذا الحيوان إنما ينبغي أن تكون منزهة عن أي شائبة ؛ ذلك أنها ليست علاقة اضطرارية ، إلا أنه في بعض الأحيان قد يصيبها ما يعكر صفوها ، و مشكلة كهذه لا شك أننا سنجد فيها بصمة للإنسان و نشير هنا تحديدا إلي إحدي الدراسات العلمية و التي حملت إسم نظرية الهيمنة.
هذه الدراسة أجريت علي مجموعة من الذئاب و توصلت إلي وجود نزعة للهيمنة و ميول للسيطرة عند المجموعة التي شملتها الدراسة و تم إسقاط نتائج الدراسة علي واقع الكلاب و التي قد تصير عدوانية للحصول علي مكانة أعلي في بيئتها ، لكن ما تأثير ذلك علي علاقة الإنسان بالحيوان ؟
هذه الدراسة إنتشرت علي نطاق واسع ما وضع مالكي الحيوانات في موقف مضاد لهم و صاروا يعتقدون أن حيواناتهم تبحث لها عن مكانة أعلي حتي إن بعض الناس ظنوا أن حيواناتهم تحتقرهم بل إن هذا الأمر فرض علي بعض الناس أن يستخدموا طرقا للتحكم في هذه المشكلة ما أدي الي إثارة الحيوانات و زاد الطين بلة .
و للتوضيح أكثر سنسرد هنا مجموعة من الشكاوي التي كانت تحضر في ذهن الناس و تتردد علي ألسنتهم وقت أن كانت هذه الدراسة حاضرة و مؤثرة ؛ لندرك حجم الهوة بين ما يصدر عن الحيوان و بين التفسير الصادر عن صاحبه , ومن ذلك شكاوي بعض الناس من أن حيواناتهم تكرههم لا لشئ إلا لمجرد لأن تلك الحيوانات تصدر أصواتا مزعجة و واقع الأمر أن هذا يرجع لمخاوف داخلية لديهم لذلك يرفعون أصواتهم محاولين الدفاع عن أنفسهم ، و آخرون ظنوا أن حيواناتهم تتعالي عليهم لمجرد أنه يحاول الهروب منه أثناء قيامه بتمشيط شعر حيوانه ، بينما يرجع السبب في ذلك إلي أننا أثناء التعامل مع الحيوان قد نشكل عبئا عليه فيصير متضايقا و محتاجا لوضعية أكثر راحة، و مما إنتشر أيضا أن الناس وجدوا في الحيوانات تكبرا بعد أن لاحظوا رفضهم لأوامرهم و هذا مرده إلي عدم فهم الحيوانات لما يطلب منها ، و من الصفات التي كان يراها أصحاب الحيوانات واضحة جدا هي حب السيطرة و الهيمنة و استدلوا علي ذلك بأنهم لاحظوا أن الكلاب تميل للمشي أمامهم ، و يرجع هذا لكونها لا تحتمل قدرا كبيرا من التقييد و كان مما يتخذه مربو الكلاب دعما لرأيهم حول تكبر الكلاب أنهم ينبحون إن طلب منهم أن يجلسوا و حتي هذا مردود عليه إذ أن السبب في ذلك احتياج أو قصور في التدريب ،
و مما أثار حفيظتهم أيضا ما رأوه مقاومة لهم من الكلاب حين يقدمون علي معاقبتهم إن استخدموا أشياء ليست مخصصة لهم لكن الذي يدفع الكلاب لذلك هو الخوف.
و لئن أردنا أن نجمل أثر نظرية الهيمنة سنجد أمامنا سببين إثنين جعلا لها أثرها:
الأول هو عدم صحة تفسير صاحب الحيوان لما يصدر عنه من سلوك و الثاني عدم صحة ما يتوقعه المربي بخصوص سلوك الحيوان.
الأول هو عدم صحة تفسير صاحب الحيوان لما يصدر عنه من سلوك و الثاني عدم صحة ما يتوقعه المربي بخصوص سلوك الحيوان.
و نود أن نشير إلي منشأ القصور في نظرية الهيمنة لكي تؤدي إلي مثل هذه التقلبات:
- الدراسة قد كانت قصيرة المدي و شملت فقط %1 من الذئاب.
- استنتاجات و ملاحظات الدراسة اعتمدت علي معلومات خاطئة تم تعميمها علي الكلاب متجاهلة خمسة عشر قرنا من استئناس الكلاب ثم تعميمها علي علاقة الانسان بالحيوان .
- استنتاجات و ملاحظات الدراسة اعتمدت علي معلومات خاطئة تم تعميمها علي الكلاب متجاهلة خمسة عشر قرنا من استئناس الكلاب ثم تعميمها علي علاقة الانسان بالحيوان .
- ترجمة بعض الملاحظات علي الحيوان إلي مفاهيم خاطئة ، فمثلا بعض الذئاب كانت تأخذ وضعية ما علي الأرض كجزء من سلوكها للمهادنة كي تتجنب الصدام مع ما هو أعلي منها .
ومن هنا يتضح لنا أن بعض الدراسات العلمية قد تكون سببا في تغيير نظرة الإنسان إلي الكائنات من حوله و رأينا في المثال السابق كيف تغيرت نظرة الناس الذين اقتنوا الحيوانات طواعية إلي ما يشبه حالة من الكراهيةو التربص بل زادت إلي التخوف من سطوة الحيوانات عليهم.
ومن هنا يتضح لنا أن بعض الدراسات العلمية قد تكون سببا في تغيير نظرة الإنسان إلي الكائنات من حوله و رأينا في المثال السابق كيف تغيرت نظرة الناس الذين اقتنوا الحيوانات طواعية إلي ما يشبه حالة من الكراهيةو التربص بل زادت إلي التخوف من سطوة الحيوانات عليهم.