تواصل الحيوانات بين الظاهر و الباطن " لغة الجسد " - ترقية

الأربعاء، 29 أبريل 2020

تواصل الحيوانات بين الظاهر و الباطن " لغة الجسد "



لنتفق في البداية أن لكل شئ سبب ولا مجال للصدفة أو العشوائية وكل تصرف يقوم به الحيوان إنما لدوافع داخلية لها وجاهتها لكن ليس لها وقع علينا ، و نحاول في هذا المقام أن نسترعي الانتباه حيت تقع العين علي الفعل و تراه ؛ لنعرف ما وراءه و ماذا بعده و لنأتي البيت من الباب و لا داعي للشباك ولندخل مباشرة فالكلب الذي جسده للأمام وأذناه قائمتان منتصبتان وزيله مثلهما هو منتبه مترقب متحفز و عكس ذلك يحضر مع الكلب الخائف أو المهادن ، أما إذا التجات شفتاه للخلف مظهرة زوايا الفم كاشفة الأنياب و القواطع مع رفع الذيل و الأذن فلتكن عدوانية الكلاب هي التفسير والسبيل وفي أحيان أخري يميل ثقل الوزن للوراء و ترتفع الشفة و تسحب زوايا الفم للخلف مظهرة كل الأسنان وهذا كله إيذان بالعدوان من أجل الدفاع ، وأما تحية لمن هو أعلي منه مقاما فتراه منزلا جسده خافضا زيله محركا له بسرعة المحرك لاعقا منخاره و مبالغة من نفسه فإنه يفعلها علي نفسه غير مبتئسا ببوله ، وأما إن وقف شعر زيله و ظهره دل علي خوفه و قلقه ، وقد تري واحدا يقفز علي آخر لشكه فيه وريبة منه في أمره ، و لوضع الزيل تجليات اخري غير السابقة فله ان يكون مرتخيا ومنبسطا و ومهزوزا والاستنتاج هنا أن الكلب ودود وحينها تدري أن الموقف موقف لطف وملاطفة وصدق و مصادقة .
ومما غائر في العقول و الأذهان أن حركة الأزيال عند الكلاب تنفي أن يكون عنيفا أو مخادعا أو كذابا لكن الواقع خلاف .

و للقطط قسط ونصيب فإن كانت متكئة علي واحد من جانبيها و للعين نصف فتحتها والأذن مرتفعة أو إلي الجانب قليلا مع زيل هامد دلك ذلك علي حالة استرخاء ، وإن القت بثقلها للأمام والأرجل الخلفية أعلي من الأمامية والأذن للجانب أو للأمام و العين آخذة لنفسها إتجاه فذلك لأنها علي وشك الهجوم ، وفي ميلان الجسد للجانب مع زيل مطوي و عين تهرب لا تريد النظر وأذن للجانب أو الخلف فسيد الموقف هو الخوف ، و إذا مارست الصغار التقلب علي الارض مظهرة بطنها فقد حان مزاج اللعب و الدعوة للمشاركة ،
و للزيل وظائف وأشغال فهو يساعد علي الاتزان وقت المطاردة والافتراس لكن هناك جوانبا اخري ؛ فالحياة  ليست جوعا و شبعا ،
فإذا كان أفقيا مرتخيا فالقطة إما حذرة بقدر يسير ، أو الي الاستحسان و الراحة تميل ، و أوقاتا أخري يتحرك  الزيل و القطة هادئة لكن حذار حذار حذار ؛ فقد تبدو هادئة و هي مخادعة و تعرفها من حركة الزيل المتصلة ، فالحذر الحذر عند الاقتراب ؛ فهي حينئذ كالسراب تظنه شيئا و تجده شيئا.

و في صورة أخري تجد الزيل أصابته حركة لها هيئة هزة أو رعشة ، سريعا هو ، فيدلك ذلك علي حال التبول أو التحول ، و التحول أي أصبح مستثارا ، وتراه أيضا عند الانتقال لتحية الصداقة ، وهو بهذه الأخيرة صار شبيها بالزيل المرفوع ملويا ، أما الزيل القائم عموديا فهو الخوف أو العدوانية .

و مما يستشف بعد ما سرد أن الحال معكوسة علي الجسد ، يجعله متقلب الأحوال فيستحيل من حالة لحالة ويشكله أشكالا ، علي أنها ليست بقوالب ولا أنماط ، لكنها حركة و اضطراد .

لا تنسى مشاركة هذا المقال!

أعط رأيك حول هذا المقال

الأشعارات
هنا تقوم بوضع الأشعارات
حسناً