نتحدث في موضوعنا هذا عن ملامح الحياة الجنسية في فصيلة أخري من فصائل الحيوانات وهي القطط استكمالا لما بدأناه في الموضوع الفائت و الذي كان عن الكلاب .
و مما عرفناه سابقا أن هناك ما يعرف بفترة Heat و هي أهم فترة من فترات دورة الشياع أو الشبق ؛ ففيها تكون الشهوة و تقبل الأنثي الذكر ولا يمكن أن يحدث جماع في غيرها .
أما عن مناقشة الأمر من الناحية السلوكية التي هي مرآة لحالة داخلية محكومة بالهرمونات فنجد في القطة ارتفاع صوتها ، وفرط نشاطها ، و تواجد عدد من الذكور في محيط تواجدها ، و زيادة معدل تبولها، و رغبتها في مغادرة مكانها ، و ممارسة احتكاك بالأجسام الصلبة من خلال الأجزاء الخلفية لجسمها ، و رفع زيلها و ميلانه لأحد جانبي الجسم فضلا علي السماح للذكر بالاقتراب منها وجماعها.
ومن فرط تأثر الحالة السلوكية أنها لا تثتسني الإنسان ، إذ تصبح القطط في هذه الفترة عنيفة شرسة تجاهه.
و في أوقات الجماع يلاحظ الذكر ممسكا بقفا القطة مستعينا علي ذلك بأسنانه ، ولا يحدث الجماع مرة واحدة إذ هي غير كافية لتستحث عملية التبويض التي تتطلب تكرار الجماع . ومما يحدث وقت التزاوج بين القط و القطة هو صراخ الأخيرة ؛ ذلك أن العضو التناسلي للذكر يتميز بوجود أشواك اتجاهها للخلف وبينما يخرج العضو من القناة التناسلية للأنثي ، تحتك الأشواك بباطن المهبل مسببة ألما شديدا مصحوبا بالصراخ ، وسيكون لنا وقفة حول هذه النقطة في نهاية الموضوع .
وعلي ما يوجد في الحياة الجنسية من تشابهات بين فصائل الحيوانات إلا أن هذا لا يمنع تفرد كل فصيلة عن الأخري بسمة تجعلها في نطاق ما محلا للذكر دون سواها ، ومما تتميز به القطط أن فترة Heat تتأثر مدتها بتواجد الذكر من عدمه فتكون فقط أربعة أيام إن كان موجودا ، و حوالي عشر أيام إن كان غائبا .و لئن كنا قد أشرنا لدور الجماع المتكرر في التبويض فنزيد علي ذلك أن هذا لوجود مستقبلات عند الفتحة التناسلية الأنثوية يثيرها الجماع ، و قد يحدث التبويض من غير جماع فإذا قفزت أنثي علي أنثي أو أثناء مشاجرة فيما بينهما يكون هذا محفزا للتبويض عبر مستقبلات مشابهة موجودة في المنطقة القطنية من الظهر ، وأما التفرد الأغرب للقطط أنها قد تحمل من أكثر من ذكر ؛ إذ من الممكن أن يجتمع علي جماعها أكثر من ذكر ، و الأشد غرابة أن هذا يحدث دونما تشاجر فيما بين الذكور ، وأمام هذا السلوك لا يعرف المرء هل يتفاعل مع هذا بالدهشة أم بالاحترام.
و عودة لما أرجئنا الحديث عنه بخصوص صراخ القطة وقت الجماع نريد أن نعلق علي مقولة موجودة في تراث الأمثال الشعبية وهي "مفضوح فضيحة القطط " و جذور هذه المقولة مرتبطة بموضوع اليوم ؛ فالقطط أثناء الجماع تلفت أنظار الناس إليها من خلال صراخها فاعتاد الناس اسقاط ذاك علي واقعهم و صارت القطط مضربا للمثل في ذياع صيت معلومة أو فضيحة ما بعد أن أصبحت مكشوفة للناس بصرف النظر عن مضمون الفضيحة ، وهذا مما يعد تؤثرا بما عرفناه عن الحيوانات.