الحالة النفسية للكائن الحي هي مرآة تعكس الحالة الداخلية لجسمه و الظروف التي مر بها و التي يمر بها و التي يتوقع أن يمر بها ، و هذه الحالة النفسية ذاتها لها مرآة تنعكس عليها فإن توفرت علمت منها النفسية السيئة و علم معها بعضا مما ورائها و زال عنها كثير من اللبس و الالتباس ، و مرآة الحالة النفسية تتمثل في الجسم بصفة عامة بما في ذلك مستوي كفاءته و سلامته ، حتي إن قدرة الحيوان علي التخلص و إزالة الفضلات تتأثر هي الأخري بالحالة النفسية ، فأي قوة هذه !!! و لعل قوتها تأتي من كونها خفية كامنة لا يعرف لها سبيل إلا بعد أن يعتريها و يشوبها تأثير ما حولها و لا يمكن لهذا أن يحدث إلا إذا تخلت النفس عن نفسها و إمكاناتها .
و قد يسأل سائل " ما علاقة الحالة النفسية بهذه المشكلة - عدم التخلص من الفضلات البولية - و غيرها من المشاكل " ؟ أو بمعني أخر ما علاقة الحالة النفسية للإنسان أو الحيوان بمكونات الجسم حتي تؤثر فيها ؟ و ماذا تكون ماهيتها اصلا ؟ فالحالة النفسية يعرف عنها أنها ليست شيئا ماديا ملموسا محسوسا حتي يكون له تأثير فضلا عن يكون هذا المتأثر هو الجسد المادي المحسوس الذي يمكنه أن يقف قويا أمام الأمراض و الخبطات .
و لعل السر الذي يمكننا من خلاله تفسير كيفية تأثير النفسية علي الجسم - ببساطة - هو تأثيرها علي الجهاز العصبي و تأثيرها علي الهرمونات و هما معا مسؤولان عن التحكم في الجسم و من هنا يقع التأثير .
و مثالا لذلك ... حينما تكون في مشكلة ما فإنك تضطر للبحث عن حلول لها أو تفكر في طلب المساعدة ، هذا يعني أنك أعملت المخ و تبدأ السلسلة و تستمر ، و علي ذلك الكثير .
و هذه المشكلة لها بالإضافة إلي أسبابها النفسية أسبابا طبية كثيرة مثل عدوي المسالك البولية ، و أمراض الكلي ، و احتباس البول ، و التهاب المثانة البولية ، و الإسهال ، و الإمساك ، و طول الشعر ، و الأورام ، و جل هذه الأسباب يحدث في حيوانات مختلفة و بعضها علي نطاق ضيق مثل طول الشعر الذي يكون سببا للمشكلة في القطط .
و بالطبع متي تعرض الحيوان للمشكلة يجب علي صاحبه التصرف ، و هناك الكثير من الطرق المعملية التي تساعد علي التشخيص و منها ما يعتمد علي " الهرمونات " .
علي أنه في بعض الحالات قد يصعب التشخيص و لا يكون مؤكدا ما إذا كان السبب طبيا أم نفسيا و سلوكيا ، و في هذه الحالة يجب العمل في العلاج علي نطاق واسع و تغطية كل المشاكل المرجحة لتكون سببا في ظهور المشكلة في وقت متزامن .
علي العموم فإن الأنفس عميقة و غائرة و محاطة بالغموض الذي لا ينفك إلا بالبحث المعمق المترفع عن السطحية الجوفاء ، و الأنفس جديرة بالبحث و التفكر ، و حسب الباحث من بحثه أن يعلم شيئا مما تخفيه الكائنات وراء حركاتها فينسي مع ذلك كل ألم و يجف كل عرق .